
اليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي
انطلقت فعاليات المعرض المُقام ضمن الاحتفال بـ “اليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي” في قاعة آدم حنين بمركز الهناجر للفنون في دار الأوبرا المصرية، حيث يحتضن المعرض 78 عملًا فنيًا متميزًا.
التنوع الفني المحلي
هذا المعرض يأتي في إطار مبادرة “دوّر تتطور”، التي أطلقتها الهيئة العامة لقصور الثقافة في عدة محافظات، منها مطروح وسيوة والأقصر والإسكندرية والبحيرة وأسوان والفيوم والبحر الأحمر وشمال وجنوب سيناء.
تميزت محافظة مطروح بمشاركة فاعلة من خلال عرض غرف النوم المصنوعة من الجريد، والتي استُوحت من تراث نخيل واحة سيوة، مُظهرةً براعة الحرفيين المحليين في تحويل المواد الطبيعية إلى قطع فنية خلابة تمزج بين الأصالة والمعاصرة. حيث عرض الفنانون نموذجًا متكاملًا لغرفة نوم مصنوعة من الجريد والخوص، متضمنةً سريرًا وطاولة وكراسي وسجادة فنية، تعكس روح الإبداع السيوية والتصميم الفريد.
وأكد الفنان أحمد الشافعي، رئيس الإدارة المركزية للشؤون الفنية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، أن المعرض يأتي ضمن رؤية الهيئة في دعم الإبداع المُستوحى من الهوية المصرية، وفتح فضاء حقيقي للفنانين في كافة المحافظات. وأشار إلى أن تجارب مطروح وسيوة تُعد نموذجًا ملهمًا في تحويل الخامات البيئية إلى فن يُجسد روح المكان والإنسان. كما أضاف أن الميزة اللافتة في أعمال هذا العام هي قدرتها على إعادة تدوير الخامات المهملة إلى أعمال فنية راقية، مع الحفاظ على الجوانب التراثية التي تُظهر التنوع الثقافي بين المحافظات.
من جهتها، أوضحت الفنانة فيفيان البتانوني، مدير عام الفنون التشكيلية بهيئة قصور الثقافة، أن المشروع يستهدف تطوير مهارات الفنانين والحرفيين، وتمكينهم من تسويق منتجاتهم التراثية في الأسواق المحلية والعالمية، معبرةً عن أن أعمال مطروح وسيوة تمثل نموذجًا ناجحًا في المزج بين الحرفة والفن التشكيلي.
وفي المعرض، وُجدت قطع أثاث مبتكرة مصنوعة من خامات معاد تدويرها، مثل الورق والخشب والألومنيوم والزجاج، بجانب أعمال خزفية ومشغولات بالخوص، وأثاث منزلي مصنوع من إطارات السيارات القديمة بعد إعادة تشكيلها وتزيينها بشكل يجمع بين البساطة والإبداع.
ويستمر المعرض حتى 21 أكتوبر الجاري في قاعة آدم حنين، مما يتيح للجمهور فرصة استكشاف إبداعات الفنانين الشباب في استخدام التراث المحلي ضمن صياغات معاصرة، وتسليط الضوء على جهود وزارة الثقافة في صون التراث غير المادي وضمان استمراريته للأجيال القادمة.