ارتفاع معدلات الانتحار في اليمن وانعكاساته الاجتماعية
أظهر تقرير حديث صادر عن مؤسسة تمكين المرأة اليمنية (YWEF) زيادة ملحوظة ومقلقة في معدلات الانتحار في اليمن خلال السنوات العشر الماضية، خصوصًا في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي. يحذر التقرير من أن هذه الظاهرة تشير إلى انهيار الدعم النفسي والاجتماعي للمجتمع.
أزمة نفسية متزايدة في البلاد
التقرير الذي صدر بالتزامن مع اليوم العالمي للصحة النفسية، وثق نحو 200 حالة انتحار في 18 محافظة يمنية. ولفت إلى أن معظم هذه الحالات وقعت في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ومن بين الضحايا 34 طفلًا و32 امرأة و64 معلمًا وموظفًا حكوميًا. كما ذكر التقرير أن حوالي 78% من حالات الانتحار تم تسجيلها في تلك المناطق، حيث أرجع الباحثون الأسباب إلى الابتزاز الإلكتروني والعاطفي، مما يؤدي إلى دفع بعض الأفراد لإنهاء حياتهم.
وعبر التقرير عن وجود أزمة حادة في نظام الرعاية النفسية في اليمن، إذ لا يتجاوز عدد الأطباء النفسيين 60 فقط، مع إغلاق 80% من العيادات والمراكز النفسية، بالإضافة إلى عدم وجود برامج وقائية أو خطوط طوارئ لمساعدة المحتاجين.
أشارت منظمة الصحة العالمية إلى وجود أكثر من 1660 حالة انتحار سنويًا في اليمن، بمعدل 5.2 حالة لكل 100 ألف نسمة. وتقدّر المنظمة أن العدد الإجمالي لحالات الانتحار بين عامي 2015 و2025 يتراوح بين 13,000 و16,000 حالة.
في إطار محاولاتها للتصدي لهذه الظاهرة، دعت مؤسسة تمكين المرأة اليمنية إلى إنشاء برنامج وطني للدعم النفسي والاجتماعي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف، بالإضافة إلى ضرورة إعادة تفعيل إدارة الصحة النفسية في وزارة الصحة اليمنية. كما طالبت بإطلاق خط ساخن وطني مجاني لتقديم الاستشارات والدعم النفسي، وتعزيز دور المجتمع المدني في تنفيذ حملات توعية شاملة لمواجهة هذه القضية الملحة.