أشياء تفعلها نينتندو بشكل أفضل من PlayStation وXbox

أشياء تفعلها نينتندو بشكل أفضل من PlayStation وXbox

لطالما دارت “حروب الأجهزة” الشهيرة بين ثلاثة عمالقة هي Nintendo وPlayStation وXbox، لأكثر من عقدين من الزمن. وعلى الرغم من أن الشركات الثلاث قدّمت إسهاماتٍ كبرى في تطوير صناعة ألعاب الفيديو، إلا أنه لا يمكن إنكار أن بعضها يتفوّق في مجالاتٍ محددة لا تستطيع الأخرى مجاراتها فيها.

تُعد Nintendo  أقدم وأشهر الأعضاء في هذه المنافسة الثلاثية  واحدةً من أهم شركات ألعاب الفيديو في التاريخ. فمنذ ثمانينيات القرن الماضي، استطاع مطوّروها ومصمّموها وفنانوها ابتكار مفاهيم وأفكار غيرت شكل الصناعة بأكملها، في حين بقي المنافسون يحاولون اللحاق بها.

ias

وبناءً على ذلك، هناك العديد من الجوانب التي تتفوّق فيها Nintendo بوضوح على كلٍّ من PlayStation وXbox، ومن أبرز تلك الجوانب ما يلي.

الابتكار

Nintendo أحدثت ثورات متكرّرة في صناعة الألعاب

لا شك أن كلًّا من Sony وMicrosoft قدّمتا إسهاماتٍ تقنية غيّرت مسار صناعة الألعاب إلى الأبد  مثل جهاز PlayStation الأصلي أو خدمة Xbox Live  لكن Nintendo تجاوزت ذلك بمراحل، إذ كانت صاحبة أكبر عدد من الابتكارات التي شكّلت هوية الألعاب المنزلية كما نعرفها اليوم. فجهاز NES الأصلي وضع الأساس لما يجب أن تكون عليه منصة الألعاب المنزلية، بينما جعل Game Boy ألعاب اليد المحمولة شائعة عالميًا بمفرده. أما وحدة التحكم Game & Watch فقد غيّرت مفهوم أزرار الاتجاهات عبر اختراع الـD-Pad، في حين أدخل Nintendo 64 عصا التحكم التناظرية إلى الألعاب ثلاثية الأبعاد. ثم جاءت Wii لتقدّم للعالم تقنية التحكم الحركي وتُبسّطها لعامة الجمهور.
هذه التحوّلات الكبرى كانت منطلقًا حاولت PlayStation وXbox تقليده لاحقًا، ويمكن القول إن كلا الشركتين ما كانتا لتصلا إلى مكانتهما اليوم لولا إرث Nintendo الابتكاري.

روح التجريب

Nintendo أكثر جرأة في خوض المخاطر بابتكاراتها للألعاب والأجهزة

حين دخلت Sony وMicrosoft إلى ساحة المنافسة، أطلقتا ألعابًا تجريبية تركت بصمة واضحة في الصناعة، لكن بمرور الزمن، استقرت كلتاهما على قوالب محددة من الألعاب  بين المغامرات السينمائية الضخمة أو الألعاب الجماعية عبر الإنترنت أو الخدمات المستمرة.

أما Nintendo، فعلى الرغم من طابعها المرح والعائلي، فإنها ما زالت الأكثر استعدادًا للمجازفة والتجريب بين منافسيها. ألعاب مثل Super Mario Bros وSuper Metroid وPokemon Red and Blue كانت ثورية في وقتها، ولا زالت الشركة تجرّب أفكارًا غير مألوفة ألهمت مطورين آخرين  مثل التحطيم الحرّ في Donkey Kong Bananza.

وحتى في تصميم أجهزتها الحديثة، تواصل Nintendo جرأتها التجريبية  سواء بالنجاح الساحق كما في Nintendo Switch، أو بالتجربة الأقل حظًا كما في Wii U.

أنظمة الألعاب المحمولة

Nintendo تتربّع على عرش الأجهزة المحمولة منذ عقود

في أوائل التسعينيات، بدأت Nintendo تجربتها مع الألعاب المحمولة من خلال سلسلة Game & Watch، لكن الثورة الحقيقية لم تبدأ إلا عام 1989 مع إطلاق Game Boy الأصلي، الذي غيّر مفهوم الألعاب المحمولة إلى الأبد. ومنذ ذلك الحين، هيمنت الشركة تمامًا على هذا السوق عبر أجهزتها الناجحة مثل Game Boy Advance وNintendo DS وNintendo 3DS. حتى جهاز Nintendo Switch أثبت أنه امتداد طبيعي لتفوّق الشركة، بفضل تصميمه الهجين الذي يجمع بين المنزلي والمحمول. ورغم تراجع سوق الأجهزة المحمولة مع صعود ألعاب الهواتف الذكية، ما زالت Nintendo اللاعب الأهم في هذا المجال.

أما PlayStation فحاولت المنافسة عبر جهاز PSP عام 2005 وحقّقت نجاحًا كبيرًا، لكن التجربة انهارت بعد فشل PlayStation Vita تجاريًا. الغريب أن Xbox لم تجرّب إطلاق جهاز محمول خاص بها قط، بل اكتفت بدعم أجهزة محمولة من شركات أخرى مثل Asus ROG Ally وLenovo Legion Go لتشغيل نظام Windows عليها.

العناوين الحصرية الثابتة

ماذا ستكون Nintendo من دون Mario وPokemon؟

حين يشتري أحدهم جهاز Nintendo، فغالبًا ما يفعل ذلك لأجل ألعابها الحصرية. فالعناوين مثل Mario وDonkey Kong وMetroid وSuper Smash Bros. وPokemon كانت دائمًا القلب النابض لنجاح الشركة التجاري والنقدي عبر أجيالها المختلفة. ومع كل جهاز جديد، يعرف اللاعب مسبقًا أنه سيحصل على مغامرة ممتعة وطموحة وربما ثورية من هذه السلاسل الكلاسيكية.

في المقابل، تمتلك PlayStation وXbox حصتهما من السلاسل المحبوبة، لكنهما لم تحققا نفس الثبات والاستمرارية التي تميّز Nintendo. فـPlayStation تغيّر تركيزها مع كل جيل. أما Xbox فمكتبتها الحصرية أصغر، وتعاني سلاسلها الكبرى مثل Gears of War من تذبذب واضح في الجودة، خاصة في السنوات الأخيرة.

إحياء السلاسل القديمة

Nintendo تعيد الحياة لعلاماتها الكلاسيكية مهما طال الغياب

مع تغيّر التوجهات والتقنيات، اختفت العديد من السلاسل المحبوبة عبر السنين، لكن Nintendo تظلّ من القلائل الذين يعيدون إحياء عناوينهم الكلاسيكية بعد فترات طويلة من الغياب. أحدث مثال على ذلك هو Donkey Kong Bananza، أول لعبة جديدة للسلسلة منذ أكثر من عشر سنوات. والأمر ليس جديدًا على الشركة، إذ أعادت مؤخرًا سلاسل مثل Star Fox وFamicom Detective Club وAdvance Wars وMetroid وغيرها الكثير.
وفوق ذلك، تحافظ Nintendo على حضور هذه العناوين العريقة ضمن سلسلة Super Smash Bros.، ما يضمن بقاءها في ذاكرة اللاعبين حتى أثناء فترات غيابها.

في المقابل، تواجه PlayStation انتقادات متكرّرة لأنها تمتلك حقوق سلاسل محبوبة لم تُصدر أجزاء جديدة منذ عقود مثل Sly Cooper وJak & Daxter وغيرها. ومع ذلك، يبدو أن نجاح لعبة Astro Bot الأخيرة قد ألهم Sony لإعادة النظر في بعض هذه العلامات، ما قد يمهّد لعودتها قريبًا.
أما Xbox فحالها أسوأ، إذ باتت علامتها التجارية تُعرف اليوم أساسًا بفضل Game Pass وHalo وGears of War، بينما سلاسلها الكلاسيكية مثل Blinx وBanjo-Kazooie وConker لم تشهد أي إصدارات جديدة منذ قرابة عشرين عامًا.

تطوير الألعاب داخليًا

Nintendo تطوّر ألعابها بنفسها بدل الاعتماد الكامل على الاستوديوهات الخارجية

في بدايات “حروب الأجهزة”، كانت الشركات الثلاث تطوّر ألعابها بنفسها، لكن Nintendo هي الوحيدة التي ما زالت تمتلك فرق تطوير داخلية نشطة حتى اليوم، ضمن ما يُعرف باسم Nintendo Entertainment Planning & Development (EPD). ومع ذلك، فهي تتعاون أيضًا مع فرق خارجية مثل Retro Studios وCamelot Software Planning وMonolith Soft وغيرها، ونتيجة هذا التوازن هي مجموعة ضخمة من الألعاب عالية الجودة.

تُجيد Nintendo الموازنة بين التطوير الداخلي والتعاون الخارجي، على عكس منافستيها. فـSony Interactive Entertainment تحوّلت إلى Japan Studio عام 2005 وأُغلقت لاحقًا في 2021، وأصبحت أبرز ألعاب PlayStation تُطوَّر اليوم من قِبل استوديوهات مثل Naughty Dog وInsomniac Games وGuerrilla Games وSanta Monica Studio.
أما Xbox Game Studios (التي كانت تُعرف سابقًا باسم Microsoft Game Studios) فقد أصبحت تركز على نشر الألعاب التي تطوّرها استوديوهات استحوذت عليها Microsoft خلال العقد الماضي مثل Ninja Theory وObsidian Entertainment وCompulsion Games وDouble Fine Productions وغيرها.

ألعاب ملوّنة بأساليب فنية مميزة

Nintendo لا تهتم بجودة الرسومات الواقعية بقدر ما تهتم بالأسلوب الفني

مع كل جيل جديد من الأجهزة، تسعى كلٌّ من PlayStation وXbox إلى جذب اللاعبين بإظهار مدى قوة أجهزتها، عبر عرض رسومات واقعية مذهلة في ألعابها الحصرية. ورغم أن هذه العروض مثيرة للإعجاب، فإن كثيرين من اللاعبين لا يبحثون عن الواقعية في الألعاب  وNintendo تدرك ذلك تمامًا.

نظرًا لأن أجهزتها أقل قوة من منافسيها من حيث العتاد، تركّز Nintendo بذكاء على الأسلوب الفني المميز والإبداع البصري بدلًا من السعي وراء الواقعية المفرطة. هذا التوجّه يجعل ألعابها دائمًا منعشة بصريًا ومختلفة عن السائد، ويمنحها شخصية خاصة تميزها عن المنافسين.

العروض الرقمية المباشرة

لا PlayStation State of Play ولا Xbox Showcase وصلا لمستوى Nintendo Direct

هناك أسباب كثيرة وراء اختفاء معرض E3 في السنوات الأخيرة  بعضها داخلي وبعضها خارجي  لكن إن كان هناك طرف يمكن “لومه” جزئيًا على ذلك، فهو Nintendo بسبب سلسلة عروضها الرقمية الرائدة Nintendo Direct.
منذ انطلاقها عام 2011، أثبتت الشركة أنه يمكنها التحكم الكامل في عملية الإعلان عن ألعابها دون الحاجة إلى مؤتمرات حية مكلفة أو عروض مسرحية مليئة بالمفاجآت غير المحسوبة.

لقد غيّرت Nintendo Direct مفهوم الإعلان والتسويق في صناعة الألعاب، وبعد سنوات، حاولت Sony وMicrosoft تقليد هذا النموذج. فأطلقت الأولى سلسلة عروضها الخاصة State of Play، بينما قدمت الثانية Xbox Games Showcase.
ورغم أن كليهما يقدمان محتوى مثيرًا ومهمًا، إلا أن لا أحد منهما استطاع حتى الآن مجاراة Nintendo Direct من حيث الانتظام، والبنية، والإيقاع، والجودة، ومستوى الحماس الذي تثيره بين اللاعبين.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *