وقع مركز الزلزال على بعد عشرة كيلومترات جنوب شرق مدينة نغرين الواقعة في ولاية تبسة بالقرب من الحدود التونسية وهو موقع معروف بنشاطه الزلزالي المتكرر وقد شعر السكان بقوة الاهتزاز في لحظة قصيرة لكنها كانت كافية لإثارة حالة من الهلع حيث خرج الكثيرون إلى الشوارع خشية وقوع هزات أخرى أو انهيار بعض المباني القديمة
بعد دقائق قليلة فقط من الهزة الرئيسية تم تسجيل هزة ارتدادية بلغت قوتها 4.7 درجات على مقياس ريختر وكان مركزها على بعد ستة وعشرين كيلومترا جنوب شرق مدينة نغرين ما جعل الأهالي في حالة استنفار وترقب وقد أكدت فرق الحماية المدنية أنها سارعت إلى مواقع مختلفة لمعاينة الوضع والتأكد من سلامة المنشآت والمواطنين
التقارير الأولية أشارت إلى أنه لم يتم تسجيل أي خسائر بشرية أو أضرار مادية كبيرة حتى الآن وهو ما أعاد بعض الطمأنينة إلى السكان خاصة بعد أن انتشرت أخبار سريعة حول قوة الزلزال حيث شعر سكان ولايات أخرى مثل خنشلة وسوق أهراس بالهزة أيضا مما يدل على شدة الاهتزاز وامتداد تأثيره لمسافة واسعة
الحماية المدنية أكدت أنها وضعت كافة وحداتها في حالة جاهزية تحسبا لأي طارئ وأنها تتابع الوضع ميدانيا عبر فرقها المنتشرة كما نصحت المواطنين بعدم الانسياق وراء الشائعات والاعتماد فقط على البيانات الرسمية التي تصدرها الجهات المختصة وضرورة اتباع قواعد السلامة الزلزالية في حال حدوث هزات أخرى
الكثير من الخبراء أكدوا أن موقع الزلزال في منطقة نشطة زلزاليا يجعل من الهزات الارتدادية احتمالا قائما خلال الساعات والأيام المقبلة لذلك ينصح السكان بتوخي الحذر وعدم العودة إلى المباني المتصدعة أو التي تعاني من مشكلات إنشائية كما يوصى بضرورة تجهيز حقيبة الطوارئ التي تحتوي على مستلزمات أساسية كالماء والطعام والأدوية تحسبا لأي طارئ
زلزال تبسة أعاد التذكير مجددا بأن الجزائر تقع في منطقة نشطة زلزاليا خاصة في الشمال الشرقي حيث سبق وأن شهدت عدة ولايات زلازل مدمرة في سنوات سابقة ولهذا تبقى الحاجة ملحة لزيادة الوعي المجتمعي بكيفية التعامل مع هذه الظواهر الطبيعية والالتزام بخطط الطوارئ والوقاية التي تضعها السلطات
في الوقت نفسه تواصل السلطات المحلية في تبسة متابعة الموقف على الأرض حيث تم إرسال فرق تقنية لمراقبة البنية التحتية من جسور وطرقات ومؤسسات تعليمية وصحية للتأكد من عدم وجود أضرار خفية قد تظهر لاحقا كما يجري التنسيق مع المستشفيات لوضع خطط استقبال عاجلة في حال وقوع أي إصابات نتيجة لهزات ارتدادية جديدة
شعور سكان الولايات المجاورة مثل خنشلة وسوق أهراس وحتى بعض المناطق القريبة من الحدود التونسية بالزلزال يعكس قوته وانتشاره وقد نشر العديد من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق لحظات وقوع الهزة حيث ظهرت الأثاث وهي تتحرك داخل المنازل بينما سادت حالة من الفزع بين الأسر التي سارعت إلى مغادرة منازلها
مع هذه التطورات يبقى الهاجس الأكبر هو توقع استمرار الهزات الارتدادية في الساعات المقبلة وهو ما يستوجب من الجميع الالتزام بالهدوء واتباع التعليمات الرسمية حيث من المنتظر أن تصدر السلطات تقارير متتابعة لمتابعة الوضع أولا بأول وتقديم الإرشادات اللازمة للسكان في ولاية تبسة والولايات المجاورة.