
هل أصبحت جامعة العلوم والتكنولوجيا للأغنياء فقط؟
أشارت حملة “ذبحتونا” إلى تغييرات كبيرة في الرسوم الدراسية بجامعة العلوم والتكنولوجيا، حيث ارتفعت بشكل ملحوظ خلال السنوات الثمان الماضية. وهذا يطرح تساؤلاً حول ما إذا كانت الجامعة قد أصبحت مقتصرة على الأثرياء فقط.
ارتفاع الرسوم الدراسية وتأثيرها على الطلاب
تظهر البيانات أن نحو 50% من التخصصات في الجامعة تتجاوز رسومها 50 دينارًا للتنافس و100 دينار للموازي، بينما تصل رسوم التخصصات التقنية إلى 80 دينارًا للتنافس و110 دنانير للموازي. هذا الارتفاع الكبير يعكس سياسة الجامعة في تغيير مسميات بعض التخصصات وزيادة رسومها بنسبة تصل إلى 70%. وفي إطار خطتها، استحدثت الجامعة سبعة تخصصات جديدة، جميعها برسوم مرتفعة.
انتقدت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا” هذا الوضع وطالبت وزارة التعليم العالي واللجان المعنية بالتحرك السريع لوقف التغول من قبل الجامعات على المواطنين، حيث تشير البيانات إلى أن الرسوم أصبحت عبئًا كبيرًا على العديد من الطلاب وأسرهم.
وفي دراسة مقارنة، لوحظ أن عدد التخصصات التي تتجاوز رسومها 50 دينارًا قد وصل إلى 28 تخصصًا من أصل 61، بعد أن كان هناك تخصص واحد فقط، مما يزيد من صعوبة تلبية احتياجات الطلاب من ذوي الدخل المحدود. كما أن البرنامج الموازي شهد ارتفاعًا صاعقًا، حيث ارتفعت النسبة من 14% إلى ما يقارب 93% في التخصصات برسوم تفوق 50 دينارًا.
تجدر الإشارة إلى أن الجامعة لم تكتفِ بزيادة رسوم التخصصات فحسب، بل ألغت أيضًا بعض التخصصات ذات الرسوم المنخفضة واستبدلتها بتخصصات أعلى تكلفة، ما أدى إلى رفع كبير في الرسوم بنسبة تصل إلى 233% في بعض الحالات. وتستمر الحملة في تجميع البيانات وتحليلها لتقديم صورة شاملة عن تأثير هذه الزيادات على الطلاب والمجتمع.
والجدير بالذكر أن الحكومة مطالبة بتوفير التعليم بشكل يضمن حقوق جميع المواطنين، ويجب أن يتم أخذ القرار المناسب للحفاظ على حقوق الطلبة وحمايتهم من التكاليف المفرطة التي تحول دون إكمال دراستهم. إن هذه المسألة يجب أن تكون محط اهتمام المسؤولين والجهات المعنية في الدولة.