
الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم: رمز النهضة الإماراتية
تظل الأسماء الكبيرة من القادة محفورة في ذاكرة الأمة بفضل إنجازاتهم وأثرهم الخالد. ومن بين هؤلاء يظهر اسم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، كأحد أبرز صناع نهضة الإمارات وباني دبي الحديثة، وشريك الحلم الاتحادي الذي تجسد كواقع يفخر به كل العالم.
رجل ذو رؤية مستقبلية
تمر دولة الإمارات في السابع من أكتوبر كل عام بذكرى رحيل قائد فذّ، كانت لديه رؤى تجاوزت زمنه بكثير. فقد كان الشيخ راشد في طليعة المبدعين الذين أسسوا لمرحلة جديدة من التطوير والنماء، وجعل من دبي نموذجاً للتنمية الشاملة، ومن الإمارات رمزاً للوحدة والازدهار. كان الشيخ راشد شخصية قيادية تأسست على الطموح والإرادة، واستثمر في بناء الإنسان، مع التركيز على تقديم الخير والرخاء لشعبه. ومع كل جهد قام به، أسس دبي كمدينة عالمية تلمع أمام عيون رواد الأعمال من جميع القطاعات.
تميز الشيخ راشد بالتفكير العميق وقلة الكلام، مقدماً رؤية ثاقبة لمستقبل يتجاوز التحديات. قضى حياته في تعزيز الازدهار لدبي والإمارات، من خلال إعادة هندسة بنيتها التحتية وتحقيق التميّز. تخرج من مدرسته الكثير من القيادات التي تعلمت مهارات التطوير والبناء، ولعبت دوراً في تأسيس الدولة بالتعاون مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
ترك الشيخ راشد ميراثاً هائلاً من الإنجازات، حيث كان عقلاً استثنائياً في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. أسس لجعل دبي تنمو كشجرة عطاء بين دول العالم، وأظهر كيف أن الفكر القيادي القوي يعمل كمصدر رئيسي للنجاح. كان متواضعاً، يستمع للجميع، ويشجع على مشاركة المواطنين في القرارات، مما سهل عملية جعل دبي “دانة الدنيا”.
ساهم الشيخ راشد في بناء المؤسسات التي شكلت أساسات الاقتصاد، حيث أطلق العديد من المشاريع التي خدم بها مجتمعه، كما يعتبر من أبرز الداعمين للعديد من المشاريع التعليمية والثقافية. ومن خلال هذه الرؤية الشاملة، تمكن من توسيع الآفاق التعليمية في دبي.
عاصر الشيخ راشد أحداثاً كثيرة، وكان لديه القدرة على تحويل التحديات إلى فرص. فقد انطلق بطموحات عالية، وساهمت إنجازاته العديدة في بناء دولة قوية، واستطاع من خلال خططه الاستراتيجية جعل دبي واحدة من أبرز الوجهات العالمية. وعندما نشأ الحاجة إلى تطوير القطاعات الحيوية، لم يتوانَ عن إدماج التكنولوجيا والنمو في السياق الاستراتيجي للتنمية، مما يبرز رؤيته القيادية العظيمة.
في النهاية، تظل تجربة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم علامة فارقة في مسيرة القيادة. فقد علم الأجيال أن القيادة ليست مجرد سلطة، بل هي مسؤولية كبيرة تتطلب قرباً حقيقياً من الشعب وعزيمة في تحقيق الأهداف الوطنية.