
مع دخول فصل الشتاء واعتدال المناخ في العاصمة السعودية، تظهر الدرعية كأحد أبرز الوجهات السياحية التي تمزج بين جمال التاريخ ودفء اللحظات العائلية. تزداد أعداد الزوار لهذه المدينة التراثية، التي تروي قصص الماضي من خلال جدرانها النجدية الأصيلة والمناظر الطبيعية الساحرة.
الدرعية: وجهة الشتاء المثالية
تعتبر الدرعية مكانًا مثاليًا لقضاء وقت ممتع مع العائلة، إذ تقدم تجارب غنية تجمع بين الفنون والثقافة. يمكن للزوار استكشاف حي جاكس، الذي يشتهر بأجوائه الثقافية الحيوية، حيث ينتظرهم عالم من الفنون البصرية والموسيقى والأنشطة الإبداعية المختلفة. يضم الحي معارض وفعاليات تبرز مشهد الإبداع السعودي المعاصر، مما يجعله وجهة أساسية لعشاق الثقافة والفن.
الدرعية التاريخية: مزيج من العمارة التقليدية والحداثة
تتوجه الأنظار إلى حي السمحانية الذي يمثل الجسر بين التاريخ والحداثة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بتناغم العمارة النجدية التقليدية مع الأجواء المعاصرة. تحتضن أروقة الحي مقاهي ومتاجر حديثة توفر تجربة اجتماعية مميزة، تعكس الروح النابضة للحياة في الدرعية.
يعتبر مطل البجيري نقطة جذب رئيسية، إذ يمنح الزوار إطلالة ساحرة على وادي حنيفة، ويحتوي على مجموعة من المطاعم العالمية ذات الطابع التراثي. مع غروب الشمس، تضيف الأضواء لمسة سحرية تجعل من لحظات الزيارة تجربة لا تُنسى للمحبي الطبيعة والرفاهية.
تستمر فعاليات مطل البجيري حتى بداية عام 2026، مقدمة تجربة غامرة تأخذ الزوار في جولة تاريخية إلى الدولة السعودية الأولى. يتيح المجمع التراثي للزوار الاستمتاع بأجواء نجدي فاخر ومأكولات متنوعة تعكس غرف تجربة تاريخية فريدة.
لا يمكن نسيان حي الطريف التاريخي، المدرج ضمن مواقع التراث العالمي، حيث يوفر للزوار فرصة لاستكشاف الأزقة الأثرية والتنقل بين الضوء والظل، بينما تؤمن المسارات المشجَّرة على ضفاف وادي حنيفة مساحات للراحة والاسترخاء وسط طبيعة خلابة.
لتحقيق تجربة استثنائية في الدرعية، يُنصح ببدء اليوم في حي الطريف مع مرشد لاكتشاف عمق التاريخ، ثم الانتقال إلى مطل البجيري لتناول الغداء. يُختتم اليوم بالتقاط صور خالدة عند غروب الشمس، حيث يتعانق عبق التاريخ مع ألوان السماء الذهبية.
إن الدرعية تظل الوجهة الشتوية الأولى في قلب المملكة، حيث تعكس رؤية السعودية في أن تصبح الرياض مركزًا عالميًا للنشاط الثقافي والسياحي والتاريخي.