
تراجع الأداء للمنتخب السعودي لكرة القدم
سادت حالة من الحماس بين الجماهير السعودية بعد الأداء المذهل الذي قدمه المنتخب في كأس العالم قطر 2022، حيث حققوا فوزًا تاريخيًا على منتخب الأرجنتين (2-1) بقيادة الأسطورة ليونيل ميسي، الذي توج في النهاية باللقب. ومع ذلك، بدأت هذه الجماهير تشعر بالقلق والتوتر مع تراجع النتائج قبل خوض الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2026، مما جعلها تتساءل عن الأسباب الكامنة وراء هذا التدهور. سيواجه المنتخب السعودي إندونيسيا في توقف أكتوبر/تشرين الأول الجاري، قبل أن يواجه العراق، حيث تقام المباراتان في مدينة جدة، ما يمنحهم فرصة قوية للتأهل.
يشارك في الملحق 6 منتخبات تتنافس في مجموعتين، يتأهل المتصدر من كل مجموعة مباشرة إلى المونديال، بينما يتنافس الوصيفان في مباراة فاصلة لتحديد فريق واحد يتقدم للملحق العالمي. في هذا السياق، نستعرض أبرز الأسباب التي أدت إلى تراجع مستوى المنتخب السعودي قبل الملحق الآسيوي.
تأثير النجوم الأجانب
أصدر الاتحاد السعودي لكرة القدم قرارًا بالسماح لأندية الدوري السعودي بتسجيل عدد غير محدود من اللاعبين الأجانب، ما أثار العديد من التساؤلات حول تأثير هذه الخطوة على أداء المنتخب الوطني. إذ يخشى بعض الخبراء، مثل النجم التاريخي ماجد عبدالله، أن تؤدي هذه السياسة إلى تراجع مستوى اللاعبين السعوديين، مما يقلل من فرصهم في التألق بمباريات دولية.
عدم الاستقرار الفني
غابت الاستمرارية في الجهاز الفني للمنتخب، حيث أدى تغيير المدربين المتكرر إلى تأثير سلبي على النتائج. فقد تم تعيين المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني بعد رحيل هيرفي رينارد، ولكنه أُقيل لاحقًا عقب سلسلة من النتائج السيئة. هذا التغيير المستمر يمنع اللاعبين من التكيف مع الأسلوب الجديد، مما يؤثر على الأداء العام للفريق.
التغييرات المستمرة
لم يتمكن مانشيني من إيجاد الاستراتيجيات الفعالة خلال فترة تدريبه، إذ قاد المنتخب في 17 مباراة شهدت 38 تغييراً على التشكيل الأساسي. هذا التخبط في اختيارات التشكيلة ساهم أيضًا في فقدان الهوية التكتيكية للفريق، حيث لم يتمكن اللاعبون من الانسجام بشكل كافٍ.
الإصابات المتكررة
تؤثر الإصابات بشكل دائم على أداء المنتخب السعودي، إذ عانى الفريق مؤخراً من غيابات مؤثرة مثل سالم الدوسري وأيمن يحيى. هذه الإصابات تعرقل تحضيرات الفريق وتقلل من خيارات المدرب قبل المهمات المصيرية.
عناد المدرب
واجه المنتخب السعودي تحديات إضافية بسبب تمسك المدرب هيرفي رينارد ببعض اللاعبين على الرغم من عدم تقديمهم الأداء المطلوب. هذا الأمر أثار الانتقادات من وسائل الإعلام والجماهير، مما يبرز أهمية استجابة الجهاز الفني لمتطلبات الفريق.
تظهر هذه العوامل جميعها ضرورة إعادة تقييم الاستراتيجيات المتبعة والبحث عن حلول عملية لضمان نجاح المنتخب السعودي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.