خالد العناني: مرشح مصر لليونسكو وتحديات دبلوماسية كبيرة
خاضت وزارة الخارجية المصرية في الفترة الأخيرة جهوداً دبلوماسية مكثفة لتجميع الدعم العربي والدولي للمرشح المصري الدكتور خالد العناني لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لعام 2025، في وقت يشهد فيه السباق تنافساً قوياً بين ثلاثة مرشحين رئيسيين من مصر والمكسيك والكونغو. وقبيل التصويت المرتقب، يبدو أن العناني هو المرشح الأكثر حظاً، حيث يحظى بتأييد عربي غير مسبوق، مدعومًا أيضاً من الحكومة الفرنسية والكتلة الأفريقية، رغم وجود منافس أفريقي اخر هو فيرمين إدوار ماتوكو من الكونغو.
المرشح المصري: مؤهلات وخبرات تنافسية
يتمتع الدكتور خالد العناني بخلفية علمية متميزة وخبرة واسعة في مجالات الآثار والتراث والثقافة، وهي مجالات تتناغم مع أهداف اليونسكو. شغل العناني عدة مناصب أكاديمية، بما في ذلك إدارة مركز التعليم المفتوح بجامعة حلوان، ورئاسة قسم الإرشاد السياحي، بالإضافة إلى كونه أستاذاً زائراً بجامعة بول-فاليري، وعضواً في مجالس أمناء متنوعة. وكانت تجربته كوزير الآثار منذ عام 2016 ووزير السياحة والآثار بين عامي 2019 و2022 تعزز من معرفته وتواصلاته الدولية. حصل على عدة جوائز وأوسمة، مما يعكس قدراته القيادية والمهنية.
يتم تنظيم انتخابات منصب المدير العام لليونسكو وفقاً لآلية محددة تشمل مقابلات علنية تليها جولات اقتراع تتطلب دعماً فعالاً لتنظيم تحالفات. من المفترض أن تنعقد الانتخابات في باريس بين 1 و16 أكتوبر 2025، وبعد ذلك يتم تقديم اسم واحد للمؤتمر العام في سمرقند بأوزبكستان لتأكيد التعيين.
تستند فرص نجاح العناني إلى دعم قوي من الدول العربية والأفريقية، بالإضافة إلى التأييد الرسمي من فرنسا، التي تُعتبر دولة المقر لليونسكو. جرت تأكيدات دعم له من عدة منظمات مثل الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، مما يعزز من موقفه بشكل كبير.
مع ذلك، تظل التحديات واضحة. يواجه العناني منافسة قوية من مرشحين يتمتعون بمناصب قيادية في اليونسكو، مما قد يسهل عليهم جمع الدعم من داخل المنظمة. كما أن نتائج الاقتراع الأولية قد تؤثر على التحالفات وتصرف الدول بناءً على الأزمات العالمية مثل التعليم وحماية التراث. على الرغم من تقدم العناني، يبقى الفوز النهائي معلقًا على فعاليات الجولة المقبلة، التي تتطلب الحفاظ على تحالفاته وتنمية دائرة التأييد لضمان تحقيق الفوز المنشود.