
“مركز الملك فيصل” يبرز رعايته للمخطوطات على مدى خمسة عقود
احتُفل يوم الأحد 13 ربيع الآخر 1447هـ (5 أكتوبر 2025م) بيوم المخطوط العربي في دورته الثالثة عشرة، بحضور الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ومعالي الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، والأميرة مها بنت محمد الفيصل الأمين العام للمركز. الحدث الذي أقيم تحت شعار «المخطوط العربي: حياة أُمّة ورائد حضارة» يمثل احتفاءً بالإرث الثقافي العربي والإسلامي.
“الاحتفاء بالمخطوطات العربية يعكس ثراء الحضارة
في كلمته الافتتاحية، أشار الأمير تركي الفيصل إلى أهمية هذا اليوم الذي يمتد إلى جذور الفكر العربي، مشيرًا إلى أن مركز الملك فيصل يفتخر بدوره في تعزيز الهوية الثقافية للأمة، حيث يهتم بالمعاني التي تبرز الهوية أكثر من القشور المادية. كما ذكر أن المركز يستضيف هذا الحدث كنوع من التكريم لتاريخ ممتد يكشف عن أهمية التراث العربي في صياغة المستقبل الثقافي.
وعبر الأمير تركي عن أهمية التقاء التاريخ الحديث بالذاكرة التاريخية للشعب العربي، مؤكدًا أن الرعاية التي قدمها الملك فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله، عند استقباله لمعهد المخطوطات العربية قبل خمسين عامًا، تشكل حافزًا لتعزيز دور التراث الثقافي العربي. حيث إن تلك اللحظة تم توثيقها في مجلدين، وشهد تاريخها تكرار تكريم جهود القائمين على خدمة المخطوطات في المملكة.
كما تطرق الأمير في ختام كلمته إلى الالتزام الراسخ من القيادة السعودية في دعم التراث المعرفي والثقافي، حيث تستمر الأسرة الحاكمة في تعزيز ما بدأه الملك فيصل. ومن جهته، أشاد الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر بتواصل الأمة مع ذاكرتها الحضارية من خلال فعاليات كمثل هذه، مشيرًا إلى أهمية المملكة في مساندة التراث الهيكلي والفكري العربي.
احتوى الاحتفال أيضًا على تكريم عدد من الشخصيات الرائدة في العمل التراثي، حيث حصل الدكتور يحيى محمود بن جنيد على لقب شخصية العام للبحث التراثي، كما تم تكريم المخبر الوطني لصيانة وترميم الرقوق والمخطوطات في تونس، بالإضافة إلى اختيار كتاب “جامع فرائد الملاحة في جوامع فوائد الفلاحة” ككتاب العام التراثي، مما يعكس الجهود المتواصلة في المحافظة على التراث العربي.
منذ تأسيسه، جعل مركز الملك فيصل من أولوياته الاهتمام بالمخطوطات، حيث احتفظ بنحو 30 آلف عنوان من المخطوطات الأصلية و150 ألف مخطوط مصور. تُعتبر هذه الجهود جزءًا من الرسالة الثقافية التي تسعى لتعزيز الوعي بأهمية المخطوطات والاعتناء بها، مما يضمن استدامة الإرث الثقافي العربي للأجيال القادمة.