
الرحم الاصطناعي
صدرت مؤخراً النسخة الإنجليزية من كتاب «الرحم الاصطناعي.. عالم ما بعد التكاثر البشري» لمؤلفه معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. توفر هذه النسخة للمتحدثين باللغة الإنجليزية في المنطقة والعالم فرصة الاطلاع على هذا الكتاب المهم والتعرف على القضايا والتحديات التي تطرحها تقنية الرحم الاصطناعي، إضافةً إلى استشراف مستقبلها، وكيفية الاستخدام الآمن لها، والضوابط والقواعد اللازمة لضمان الاستفادة من الإيجابيات وتجنب السلبيات.
التقنية الحديثة
يعد الكتاب محاولة بحثية جادة من الدكتور جمال السويدي للإسهام الفعال في الجدل الدائر حول الانعكاسات المستقبلية لهذه التقنية على الأسرة والمجتمع، بالإضافة إلى التحديات القانونية وموقف الشرع والدين منها. يناقش الكتاب الإيجابيات والسلبيات والفوائد والأضرار التي يمكن أن تترتب على استخدام تقنية الأرحام الاصطناعية، التي تُشير إلى إمكانية النشوء الخارجي الكامل للطفل خارج رحم الأم، وإنتاج أطفال بصفات خاصة بناءً على طلب الآباء، بما ينطوي عليه ذلك من مخاطر التلاعب بالشفرة الوراثية للأفراد، الأمر الذي ينذر بتداعيات كارثية على المجتمعات البشرية.
يوضح المؤلف أن التوجه العالمي نحو تقنين هذه التقنية يثير جدلاً واسعاً بين مؤيدين يشجعونها ويرون فيها تقدماً طبياً غير مسبوق، ومعارضين يحذرون من تداعياتها الكارثية. يسرد ويناقش مبررات كل فريق، محذراً من أن التلاعب بالطبيعة البشرية قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة، خاصة إذا استخدمت هذه التقنية بشكل يخالف المبادئ الأخلاقية. كما يشير إلى ضرورة التفكير في تأثيراتها على القيم الإنسانية والمجتمعات، وليس فقط على إمكانياتها الطبية.
يتضمن الكتاب مقدمة وخمسة فصول وخاتمة، حيث يؤكد المؤلف في مقدمته أن هذه التقنية تبشر بحل مشكلة الأطفال الخدّج، لكنها تثير في الوقت ذاته تساؤلات أخلاقية بشأن مستقبل ولادة الأطفال. يوضح كيف أن أبحاث هذا المجال وطبيعتها، ودور الذكاء الاصطناعي فيها، تجعل الناس يفكرون في إمكانية التحكم في عملية الحمل لتتم بكاملها خارج الجسم البشري، مما ينقلنا إلى مرحلة جديدة من التكاثر ما بعد البشري.
يصف المؤلف تقنية الرحم الاصطناعي بأنها ثورة علمية مهمة، ويناشد بضرورة تنظيمها لتلافي سلبياتها ومخاطرها الأخلاقية. يسعى إلى تسليط الضوء على ما توصلت إليه الأبحاث المتعلقة بالحمل خارج الرحم، وما حققته من تقدم، وما تطرحه من تحديات أخلاقية وعلمية، كما يتوقع أن تصبح تقنية الأرحام الاصطناعية متاحة في المستقبل القريب بموجب تقنين خاص بها، معتبراً أن تجارب الماضي أثبتت أن العلم ينتصر في النهاية. وفي الوقت نفسه، يحذر من المخاطر الكبيرة التي قد تهدد الجنس البشري بسبب سوء استخدام هذه التقنية أو وقوعها في الأيدي الخطأ.