أدوية السيماجلوتيد وتأثيرها على الشهية والصحة النفسية
أظهرت دراسة بحثية حديثة أن أدوية السيماجلوتيد لا تقتصر تأثيراتها على تقليل الشهية وتنظيم عملية الهضم، بل قد تسهم أيضاً في تقليص ما يُعرف بـ«ضوضاء الطعام».
تأثيرات مشابهة على الأفكار الوسواسية المرتبطة بالطعام
تشير ضوضاء الطعام إلى الأفكار الوسواسية المتكررة المتعلقة بالطعام، والتي غالباً ما تعيق الأفراد في محاولاتهم لإنقاص الوزن. خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري، تم عرض نتائج دراسة قام بها باحثون من شركة «نوفو نورديسك» بالتعاون مع شركة «ماركت تراك»، حيث شملت استطلاعات رأي 550 شخصاً من الولايات المتحدة كانوا يتناولون السيماجلوتيد بهدف إنقاص الوزن.
أظهرت النتائج أن نسبة الأشخاص الذين كانوا يفكرون بشكل مستمر في الطعام انخفضت من 62% قبل بدء العلاج إلى 16% بعده، بينما تراجعت نسبة الأفراد الذين يقضون وقتاً طويلاً في التفكير بالطعام من 63% إلى 15%. وأكدت الدراسة أن هذه التغييرات كانت لها آثار إيجابية على الصحة النفسية والثقة بالنفس وسلوكيات الحياة اليومية للمشاركين.
على الرغم من أن الباحثين وصفوا هذه النتائج بـ«المثيرة»، إلا أنهم أشاروا إلى أن البيانات لا تزال أولية وتعتمد على تقارير ذاتية، مما يستدعي القيام بمزيد من الدراسات العلمية الدقيقة لتأكيد العلاقة المباشرة بين تناول السيماجلوتيد وتخفيف ضوضاء الطعام.
وهذه النتائج تتماشى مع دراسة أخرى نُفذت في ألمانيا والنمسا على 411 شخصاً تناولوا أدوية مماثلة، حيث أفاد أكثر من 60% منهم بتقليص واضح في الرغبة للطعام، بينما ذكر حوالي خُمس المشاركين أن طعم الأطعمة الحلوة والمالحة أصبح أكثر وضوحاً بعد استخدام الدواء.
وحسب البروفيسور أوتمار موسر، أخصائي الغدد الصماء في جامعة بايرويت الألمانية، فإن هذه الأدوية تؤثر ليس فقط على المناطق في الدماغ والأمعاء المسؤولة عن تنظيم الشعور بالجوع، بل تغيّر أيضاً حاسة التذوق، مما يؤدي إلى تعديل إدراك المريض للنطقات وتقليل شهيته.