الخشوع في الصلاة
أوضح الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، أن الكثير من الناس يشعرون بعدم الخشوع أثناء الصلاة، مشيرًا إلى أن الخشوع لا يتحقق بصورة مفاجئة، بل هو نتيجة لتطهير القلب والسير وفق ما أمر الله به في مطلع سورة المؤمنون، حيث يقول تعالى: “قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون”. وقد ذكر الله الأسباب التي تساعد على تحقيق الخشوع.
التواضع في العبادة
أفاد جبر، خلال حلقة من برنامج “اعرف نبيك” المذاع على قناة الناس، أن أحد أسباب تحقيق الخشوع هو الابتعاد عن اللغو، أي تجنب الحديث فيما لا فائدة منه وتقليل الانشغال بالناس والأجهزة المحمولة والأحاديث غير المجدية، إذ أن الانشغال المفرط يعكر صفو القلب ويقلل من التركيز أثناء الصلاة.
وأشار إلى أهمية تقليل الاتصالات والعلاقات التي تستهلك الوقت، ودعا إلى ضرورة إغلاق الهاتف أثناء الصلاة لكي يستطيع المصلي تصفية قلبه.
كما ذكر أن السبب الثاني هو أداء الزكاة وحقوق الفقراء؛ إذ يؤثر تناول الأموال الحرام أو الامتناع عن الزكاة على نقاء المال، مما يؤثر بدوره على صفاء القلب، مؤكدًا أن “القلب المملوء بالحرام لا يعرف الخشوع”.
وشدد العالم الأزهري على أهمية غض البصر وحفظ الفرج، موضحًا أن من يترك بصره يتجول في المحرمات يصعب عليه أن يحقق الخشوع، حيث تتزاحم الخيالات والأفكار غير سليمة في ذهنه أثناء الصلاة.
وبين الدكتور يسري جبر أن من شروط الخشوع أيضًا الوفاء بالأمانة والعهد، لأن النزاعات الكثيرة والقضايا مع الآخرين تشغل العقل والقلب، قائلاً: “تخيل شخصًا لديه مشكلات كثيرة مع الناس، كيف يستطيع قلبه أن يكون حاضرًا وهو يقول الله أكبر؟”.
وأكد أن الخشوع يتطلب مجاهدة نفسية وتدريبًا، داعيًا إلى إعداد المكان والجو المناسب للصلاة، مثل الصلاة في غرفة هادئة، وتخفيف الإضاءة، وإغلاق الهاتف، والابتعاد عن أي شيء قد يشغل الذهن.