تعد الدرعية من أهم المعالم التاريخية في المملكة العربية السعودية، فهي مهد الدولة السعودية الأولى، وموقع حي الطريف المُدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو. ومع انطلاق مشروع تطوير الدرعية، تسعى المملكة لتحويل هذا الموقع العريق إلى وجهة عالمية تجمع بين الأصالة والحداثة في إطار رؤية السعودية 2030.
مشروع تطوير الدرعية
يُعد “مشروع بوابة الدرعية” أحد أضخم مشاريع إحياء المواقع التاريخية في العالم، حيث يهدف إلى ترميم المنطقة وتطويرها كمركز ثقافي وسياحي عالمي. ويتضمن المشروع إنشاء متاحف، ومراكز ثقافية، وساحات مفتوحة، وأسواق تراثية، وفنادق فاخرة تحاكي الطراز النجدي التقليدي.
حي الطريف: جوهرة التراث السعودي
يحتضن حي الطريف العديد من المعالم الأثرية التي تعود إلى القرن الثامن عشر، مثل قصر سلوى ومسجد الإمام محمد بن سعود. وتعمل هيئة تطوير بوابة الدرعية على ترميم هذه المعالم بدقة باستخدام مواد وتقنيات تقليدية، مع تقديم تجربة تفاعلية للزوار تروي قصة الدولة السعودية الأولى.
الأنشطة الثقافية والمهرجانات
تحتضن الدرعية مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والفنية، مثل عروض الفلكلور الشعبي، والمهرجانات التراثية، والأسواق التقليدية التي تعرض الحرف اليدوية والمنتجات المحلية. كما تُقام فعاليات فنية حديثة تعزز التفاعل بين الماضي والحاضر، وتفتح المجال أمام الفنانين السعوديين والعالميين لعرض أعمالهم.
وجهة سياحية عالمية
تسعى السعودية إلى جعل الدرعية وجهة مفضلة للسياحة الثقافية، من خلال بنية تحتية متكاملة تشمل فنادق خمس نجوم، ومطاعم عالمية ومحلية، ومسارات مشي، ومرافق خدمية متطورة، مع المحافظة على الطابع التاريخي الأصيل للمكان.
أهمية اقتصادية وثقافية
إلى جانب القيمة التاريخية، يُعد مشروع تطوير الدرعية محركًا اقتصاديًا مهمًا، إذ يُتوقع أن يوفر آلاف الوظائف في قطاع السياحة والضيافة، ويجذب استثمارات محلية ودولية. كما يُسهم المشروع في تعزيز الهوية الوطنية ونقل الثقافة السعودية إلى العالم بطريقة حضارية.
رؤية مستقبلية متجذرة في التاريخ
تمثل الدرعية نموذجًا حيًا لما تسعى إليه المملكة: الجمع بين العمق التاريخي والرؤية المستقبلية. فبينما تحافظ على إرث الأجداد، تفتح الدرعية أبوابها للعالم برؤية معاصرة، تؤكد أن السعودية الجديدة تنطلق من جذورها بثقة نحو الريادة العالمية.