مستقبل العمارة البغدادية
أكدت أنجيلا ماريا برادي، الرئيسة السابقة للمعهد الملكي للمعماريين البريطانيين (RIBA) في المملكة المتحدة، والعضو المؤسس لشركة برادي مالاليو للعمارة، أن مستقبل العمارة في بغداد يتطلب التركيز على الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية للمدينة.
رؤية جديدة للعمارة العراقية
أوضحت برادي، خلال مشاركتها في احتفالية اليوم العالمي للغات التي نظمتها السفارة الفرنسية في بغداد، أن “مفتاح التصميم الجيد للعمارة البغدادية يجب أن يتأسس على رغبات السكان وعاداتهم”. وأشارت إلى أن “الأسلوب الغربي في العمارة المعاصرة ليس ملائمًا للعادات الشرقية، مثل الحاجة إلى خصوصية السكن وملاءمته للظروف المناخية في العراق، بالإضافة إلى المواد التي تُستخدم في البناء”.
كما لفتت برادي إلى أنها استندت خلال رؤيتها للمستقبل إلى معرفتها العميقة بتاريخ العراق وثقافته، مما يمكن أن يسهم بشكل كبير في تصميم العمارة البغدادية. وأضافت أن “المحافظة على التراث الثقافي والتاريخي هو السبيل نحو مستقبل مستدام للعمارة في بغداد”.
وانتقدت برادي من يتسرع في تشييد المباني دون استشارة سكان المنطقة، معتبرة أن “أفضل العمارة هي التي تُبنى بالتعاون مع المجتمعات المحلية، من خلال الاستماع إلى رغباتهم”. حيث أكدت على أهمية السؤال عن احتياجات الناس وعدم فرض الأفكار مسبقًا. وأوضحت أن “تحقيق النمو المعماري يتطلب من الجهات الحكومية اعتماد نهج التخطيط الشامل، فضلاً عن توفير بنية تحتية متكاملة تشمل الطرق ومصادر المياه والطاقة، وأن يتم ذلك بطريقة مستدامة”.
في النهاية، أكدت برادي أن العمارة تعكس هوية المكان وثقافة سكانه، وبالتالي فإن الحفاظ على الخصوصية والمعالم الثقافية يجب أن يكون له الأسبقية في التصميم المعماري في بغداد، ليكون قادراً على استيعاب التطور العصري دون التفريط بالتراث الغني.