المعلم السعودي يحتفل بيومه العالمي: ركيزة أساسية وعطاء دائم لنمو الأجيال

اليوم العالمي للمعلم

في كل عام، ومع حلول الخامس من أكتوبر، يشهد العالم احتفاله باليوم العالمي للمعلم، حيث تُرفع اللوحات التي تعبر عن التقدير والامتنان لهذه المهنة النبيلة وللأشخاص الذين يتبنون رسالتها من الرجال والنساء الذين ظلوا مصدراً للعلم، ومشاعل للوعي، وبناةً للأجيال القادمة.

تقدير المعلمين

وكواحدٍ من أبناء هذه المهنة العظيمة التي أعتز بانتمائي إليها، لا أستطيع في هذا اليوم إلا أن أخصّ معلمي ومعلمات الوطن بكل التقدير والاحترام، إذ أنهم كانوا دائماً رافداً مهماً في مسيرة نهضة الوطن، وشاركوا في كل إنجاز، وأسهموا في تشكيل الحاضر وبناء جسر المستقبل. لقد أثبت المعلم والمعلمة السعوديان، وبالأخص في السنوات الأخيرة، أنهم يمثلون حجر الزاوية في معادلة التقدم الوطني.

خلال جائحة كورونا، كانت الأوقات صعبة عندما أغلِقت المدارس، ولكن المعلم السعودي لم يجعل من ذلك عائقاً بل انتقل بسرعة إلى المنصات الرقمية، محوِّلاً فصله الدراسي إلى بيته، واستمر في أداء رسالته التعليمية بكل كفاءة واحترافية، مُستثمراً الدعم والتمكين الذي وفرته وزارة التعليم، وقدّمت له القيادة الرشيدة العون والرعاية اللازمة لمتابعة العمل بكل مسؤولية. أصبحت الأزمة فرصة للتحول والتطوير، وفقدت المساحات المكانية معناها، بينما تحوّلت الشاشات إلى نوافذ للأمل، إذ أثبت المعلمون والمعلمات في المملكة أنهم قادرون على مواجهة التحديات، مؤكدين أن رسالتهم لا تعيقها الظروف، وأن التعليم سيظل مستمراً وفاعلاً رغم كافة الصعوبات.

وبعد عودة الحياة إلى طبيعتها، كانوا أول من بادر بالعودة بأمان لمتابعة رحلة التعليم، مُستقبلين طلابهم بشغف، وشغفهم بالتعليم لم يكن مجرد نقل المعلومات، بل كانوا كاباء وأمهات يقفون بجانب الطلاب ويقدمون لهم الدعم والتشجيع. وكانت نتائج هذا العطاء الصادق يانعة، حيث حقق طلاب وطالبات المملكة إنجازات مشرفة على منصات التتويج، وحصدوا الجوائز والمراكز المتقدمة في أولمبيادات دولية ومؤتمرات عالمية في شتى المجالات، مما يعكس نضجهم المعرفي وتكامل تنشئتهم التعليمية.

خلف كل إنجاز يقف معلم يؤمن بقدرات طلابه، فقد أصبح المعلم السعودي اليوم شريكاً في صناعة الإبداع، ومهندساً للتميز، وقائداً للتغيير. ومن الضروري الإشادة بالدور المركزي الذي تلعبه وزارة التعليم في دعم المعلم وتعزيز مكانته، حيث وفرت الوزارة برامج تطويرية، وأتاحت فرص التدريب والتأهيل، وإطلاق مسارات التميّز الوظيفي، مقدمةً ثقافة التقدير للمعلم كخطوة هامة للنهوض بالعملية التعليمية.

كما ساهمت السياسات التعليمية في تعزيز ثقة المجتمع بالمعلمين ورفع كفاءتهم وتحفيزهم نحو الابتكار. يتحقق ذلك من خلال التوجه نحو نموذج المدرسة المتمكنة، حيث يوفر بيئة ملائمة للمعلم للتعبير عن إبداعه وتحقيق الأثر المرغوب. في يوم المعلم، أقول لكل معلم ومعلمة في وطني: أنتم مصدر فخرنا وقاعدة نهضتنا وشركاء في مقومات وطننا، فالإنجازات السعودية التي تكتب اليوم تحمل في طياتها حبر أقلامكم ونور عطائكم.

وفي الختام، يبقى المعلم هو البداية لكل قصة نجاح، وهو الجذر الذي تقوم عليه شجرة الوطن، لذا أشكر كل معلم سعودي عاش بدوره ولم يبخل بالعطاء، بارك الله في جهودكم ونضالكم.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *