
لابيد: وجه جديد في السياسة الإسرائيلية أم استمرار للسياسات القديمة؟
تعتقد الإعلامية هند الضاوي أن زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، يُسوَّق له بشكل مضلل كمدافع عن الديمقراطية في إسرائيل. إلا أن الضاوي تشير إلى أن لابيد يمثل وجهًا آخر لنفس العملة التي يظهر بها زعيم الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو. ففي الوقت الذي يحاول فيه لابيد لعب دور المعتدل، فهو في الواقع يعتمد نفس السياسات التي يُنتقد بها نتنياهو.
لابيد كبديل مفترض: مخاوف من تكرار السياسات
خلال برنامجها “حديث القاهرة”، المذاع عبر قناة “القاهرة والناس”، أكدت الضاوي أن لابيد ونتنياهو يمثلان أسلوبًا واحدًا في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط. تبرز هذه النقطة من خلال ممارسات لابيد التي تهدف إلى كسب دعم الشارع الإسرائيلي، حيث يظهر بصورة المعارض لأجل تحقيق مصالحه السياسية. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الضاوي لتوضيح أن خطاب لابيد حول السلام في المنطقة لا يتطابق مع ممارساته الفعلية. فعلى الرغم من دعوته للسلام وحل الدولتين، إلا أنه يبرز تعهدًا بعدم الانسحاب من الأراضي المحتلة، مما يُظهر تناقضًا صارخًا في مواقفه.
تشير الضاوي إلى أن محاولات لابيد للنأي بنفسه عن نتنياهو تأتي في إطار السعي لتقديم نفسه كبديل مقبول لدى الإدارة الأمريكية. لكن تساؤلات عديدة تظل قائمة حول مصداقية هذا الخطاب ومدى تغييره للسياسات الإسرائيلية التقليدية. فهل حقًا يمثل لابيد تغييرًا جذريًا أم أنه استمرار لنفس النهج؟
على الرغم من تصنيف لابيد كرجل معتدل وجديد في السياسة، تُظهر الضاوي أن بعض تصريحاته تعكس تحولًا أخلاقيًا وسياسيًا مقلقًا. فهي تصفه بأنه “أسوأ مليون مرة من نتنياهو وأكثر تطرفًا”، مما يدفع للتفكير في طبيعة التغيير الذي يمكن أن يقدمه في حال توليه مزيدًا من الصلاحيات.
يتعين على المجتمع الدولي والإسرائيليين أنفسهم أن يكونوا حذرين تجاه ما يرتبط بلابيد، حيث أن أي تغيير في القيادة لا يعني بالضرورة تغييرًا في السياسات. ستكون الوجوه التي تتولى القضايا في إسرائيل محطّ أنظار ومراقبة، ليس فقط من قبل مواطنيها وإنما أيضًا من قبل المجتمع الدولي المهتم بالتطورات في الشرق الأوسط.