
أُطلِقت لعبة Battlefield 6 أخيرًا، وبالنسبة للبعض، قد تكون أفضل لعبة تصويب صدرت هذا العام. فبعد نسخة البيتا التي بدت أكثر نجاحًا من Black Ops 7، والإطلاق الرسمي الذي حقق ملايين المبيعات على منصة Steam وحدها، لا شك أن Battlefield 6 هي اللعبة الأبرز التي يجب اقتناؤها لعام 2025 وما بعده.
تقدّم اللعبة العديد من النقاط الإيجابية، بدءًا من تصحيح أخطاء Battlefield 2042 ووصولًا إلى العودة إلى جذور السلسلة من خلال الإعداد العصري والخصائص التي يعشقها اللاعبون. ومع ذلك، هناك بعض التحسينات الضرورية التي لو تم تنفيذها، ستجعل اللعبة أفضل بكثير.
إليك أهم التحسينات التي تحتاجها Battlefield 6 في أسرع وقت ممكن.
ما هي لعبة Battlefield 6
Battlefield 6 هي لعبة تصويب حربية من منظور الشخص الأول تمثل عودة السلسلة إلى أسلوبها الكلاسيكي في المعارك الواسعة والفوضوية. تدور أحداثها في مستقبلٍ قريب مليء بالصراعات العالمية المتطورة، حيث تُستخدم أحدث التقنيات والأسلحة الحديثة في معارك ضخمة تضم مئات اللاعبين في ساحات قتال ديناميكية يمكن تدميرها بالكامل. تعتمد اللعبة على مبدأ الواقعية الممزوجة بالإثارة، مع تنوع كبير في المركبات من الدبابات والطائرات إلى الطائرات المُسيّرة إضافة إلى نظام فِرَق متكامل يشجع على التعاون الاستراتيجي بين اللاعبين. كما تقدم طورًا جماعيًا هائلًا يركز على السيطرة على النقاط والمناطق، إلى جانب أطوارٍ خاصة تتغير أحداثها في الوقت الفعلي حسب تطورات المعركة. بفضل تقنيات الرسومات المتقدمة ونظام الطقس الديناميكي الذي يضيف الأعاصير والعواصف الرملية إلى ساحة القتال، تُعد Battlefield 6 واحدة من أكثر الألعاب الحربية واقعية وحماسًا، وتجربةً تضع اللاعب في قلب الحرب الحديثة بكل تفاصيلها الفوضوية والمليئة بالأدرينالين.
تسريع نظام التقدم في Battlefield 6
نظام تطوير المهنة والأسلحة بطيء للغاية في الوقت الحالي
تُعد مشكلة التقدم البطيء واحدة من أكثر الانتقادات انتشارًا التي يوجهها اللاعبون إلى Battlefield 6 في الوقت الراهن. فاللعبة تعتمد على نظامين رئيسيين للتقدم: نظام المهنة (Career Progression) ونظام إتقان الأسلحة (Weapon Mastery)، وكلا النظامين يعتمدان بشكل أساسي على كسب نقاط الخبرة (XP) من خلال اللعب المستمر في مختلف أطوار اللعبة. ومع ذلك، فإن معدل التقدم في كليهما بطيء بشكل ملحوظ، مما يجعل تجربة التطوير والترقية أقل حماسًا مما كانت عليه في الأجزاء السابقة من السلسلة.
في النظام الحالي، يحتاج اللاعب إلى لعب عشرات الساعات من أجل رفع مستوى المهنة الخاص به وفتح أسلحة جديدة أو الحصول على ملحقات (Attachments) للأسلحة الموجودة بالفعل. وكل سلاح في اللعبة لديه نظام تطوير منفصل، ما يعني أنك ستحتاج إلى قضاء وقت طويل في استخدام السلاح نفسه قبل أن تبدأ في رؤية نتائج حقيقية. المشكلة تزداد سوءًا مع بعض الأسلحة التي تتطلب ليس فقط الوصول إلى رتبة محددة، ولكن أيضًا إكمال تحديات المهام (Assignment Challenges) التي تكون في كثير من الأحيان معقدة أو تستغرق وقتًا طويلًا، مما يجعل الحصول على الأسلحة الجديدة عملية متعبة وبطيئة للغاية.
هذا النظام البطيء في التقدم لا يضر فقط بشعور اللاعب بالإنجاز، بل يقلل أيضًا من الحافز للاستمرار في اللعب لفترات طويلة. ففي الألعاب الحديثة، يُعتبر تحقيق التقدم السريع والمكافآت المستمرة عنصرًا أساسيًا للحفاظ على اهتمام اللاعبين، بينما يشعر الكثير من لاعبي Battlefield 6 الآن بالإحباط بسبب البطء الشديد في الحصول على المكافآت والرتب الجديدة.
من الممكن جزئيًا تعويض هذا البطء عبر استخدام مضاعفات الخبرة (XP Boosters) أو من خلال استراتيجيات زراعة الخبرة (XP Farming)، والتي تتضمن إعادة لعب مهام أو أوضاع محددة تمنح كمية أكبر من نقاط الخبرة في وقت أقل. ومع ذلك، فهذه الحلول تبقى مؤقتة ومحدودة التأثير، لأنها لا تعالج المشكلة الأساسية المتمثلة في انخفاض معدل كسب الخبرة الأساسي في اللعبة.
لذلك، يُعد الحل الأمثل أن يقوم فريق التطوير في EA DICE بزيادة معدل اكتساب نقاط الخبرة بشكل عام، سواء في مستوى المهنة أو في تقدم الأسلحة. مثل هذا التعديل سيجعل التجربة أكثر مكافأة وانسيابية، وسيمنح اللاعبين إحساسًا دائمًا بالتطور الحقيقي مع كل مباراة يخوضونها. وعندها فقط ستصبح Battlefield 6 أكثر توازنًا بين المتعة والإنجاز، مما يعيد الحماس ويشجع اللاعبين على الاستمرار في الترقية والقتال دون شعور بالإرهاق أو التكرار.
إدخال القتال البحري في Battlefield 6
إضافة المعارك البحرية ستجعل التجربة أكثر عمقًا وتنوعًا
تُقدّم لعبة Battlefield 6 مزيجًا واسعًا من التجارب المختلفة التي تسمح للاعبين بخوض القتال بأساليب متعددة ومتنوعة. فمن جهة، يمكنهم اقتحام ساحات المعارك سيرًا على الأقدام بأسلحتهم ومعداتهم الشخصية في معارك المشاة الكلاسيكية. ومن جهة أخرى، يستطيعون السيطرة على الأرض باستخدام الدبابات والمركبات المدرعة والمصفحات البرية لتأمين الأهداف والدفاع عنها. أما من يفضل السيطرة على الأجواء، فبإمكانه قيادة الطائرات المقاتلة والمروحيات الهجومية لخوض معارك جوية شرسة تملأ السماء بالنيران والانفجارات. هذه التعددية في أنماط اللعب هي ما يجعل Battlefield مميزة عن غيرها من ألعاب التصويب الجماعية.
ومع ذلك، هناك جانب أساسي مفقود لاحظه الكثير من عشاق السلسلة القدامى، وهو غياب القتال البحري (Naval Warfare)، الذي كان في يوم من الأيام من أهم ركائز تجربة Battlefield. فلطالما ارتبطت اللعبة بفكرة “المعركة الشاملة” التي تجمع بين البر والبحر والجو، وهو ما جعل المعارك في الإصدارات السابقة أكثر حيوية وتنوعًا. هذا الغياب في Battlefield 6 جعل بعض اللاعبين يشعرون بأن جزءًا من هوية السلسلة قد تم إهماله مؤقتًا، خصوصًا لأولئك الذين ما زالوا يتذكرون معارك البحر الأسطورية في Battlefield 4.
ففي Battlefield 4، كان طور Carrier Assault من أكثر الأطوار المحبوبة والمميزة، إذ كان يجمع بين معارك السفن العملاقة والاشتباكات الجوية والاقتحامات البرمائية التي تطلبت تنسيقًا عاليًا بين اللاعبين. هذا الطور كان أحد الأسباب التي جعلت Battlefield 4 تعتبر واحدة من أكثر ألعاب السلسلة اكتمالًا وتوازنًا من حيث التنوع الاستراتيجي. اللاعبون لم ينسوا الخرائط الكلاسيكية مثل Paracel Storm وSiege of Shanghai التي كانت مثالًا على التصميم المتكامل الذي يدمج كل أنواع القتال في معركة واحدة ديناميكية لا يمكن التنبؤ بنتائجها.
وجود القتال البحري لا يضيف فقط بعدًا بصريًا جديدًا، بل يغير بشكل كامل ديناميكية اللعب. فالسفن الحربية تتيح فرصًا جديدة للتكتيك، مثل القصف من مسافات بعيدة أو إنزال القوات على الشواطئ، في حين أن الزوارق الهجومية السريعة تسمح بعمليات التفاف مباغتة على الأعداء في سواحل الخرائط. كما أن إدخال ميكانيكية السباحة والقدرة على الغوص تحت الماء سيوفر لحظات توتر واستراتيجيات جديدة، مثل التسلل إلى الأهداف من البحر أو إنقاذ الحلفاء العالقين في مناطق يصعب الوصول إليها برًا.
إذا قررت DICE وEA إعادة هذا العنصر ضمن تحديثات ما بعد الإطلاق، سواء من خلال خرائط موسعة تحتوي على مساحات مائية ضخمة أو من خلال تقديم مركبات بحرية جديدة مثل الزوارق القتالية والغواصات والطوافات المسلحة، فإن ذلك سيضيف عمقًا تكتيكيًا هائلًا لتجربة Battlefield 6. هذا التنوع سيضمن أن كل معركة ستكون مختلفة عن الأخرى، لأن تنسيق القوات البرية مع البحرية والجوية سيصبح جزءًا من الإستراتيجية العامة للفريق، مما يجعل اللعبة أكثر واقعية وحيوية.
عودة القتال البحري إلى Battlefield 6 لن تكون مجرد إضافة شكلية، بل خطوة كبيرة لإعادة السلسلة إلى جذورها التي عشقها اللاعبون في الماضي. فهي ستعيد إحياء روح Battlefield 4 الكلاسيكية، وتمنح اللاعبين تجربة قتالية متكاملة تجمع بين البحر والجو في تناغم مثالي. حينها فقط يمكن القول إن Battlefield 6 أصبحت التجربة العسكرية الشاملة التي تمثل المعنى الحقيقي لمعركة كاملة الأبعاد.