
شهد سعر اليورو مقابل الدينار الجزائري موجة ارتفاع جديدة في الأسواق الموازية، وسط مخاوف من استمرار الصعود خلال الفترة المقبلة، خاصة مع التراجع الواضح لقيمة الدينار في السوق الحرة وزيادة الإقبال على العملة الأوروبية من قبل المواطنين والمستوردين على حد سواء، وبينما تحاول الجهات الرسمية في الجزائر ضبط إيقاع سوق الصرف، يبدو أن “السكوار” — المركز الأشهر لتداول العملات الأجنبية في العاصمة — يسير في اتجاه مغاير تمامًا، مع تسجيل مستويات قياسية جديدة لليورو لم تعرفها البلاد منذ أشهر.
سعر اليورو امام الدينار
منذ بداية الأسبوع، شهدت منطقة السكوار وسط الجزائر العاصمة حالة من النشاط الكبير، حيث ارتفع الطلب على العملة الأوروبية بشكل لافت.
وتشير آخر الأسعار المتداولة في السوق الموازية إلى أن اليورو الواحد تم تداوله عند نحو 267 دينارًا جزائريًا للشراء، و269 دينارًا للبيع، وهي زيادة ملحوظة مقارنة بالأسبوع الماضي.
أما المبالغ الكبيرة مثل 100 يورو فقد بلغت قيمتها قرابة 26,900 دينار جزائري، بينما وصلت 1000 يورو إلى 269,000 دينار جزائري في بعض المناطق.
ويُرجع المتعاملون هذا الارتفاع إلى زيادة الطلب على العملة الصعبة خلال الفترة الأخيرة من العام، مع اقتراب موسم السفر والتحويلات الخارجية، فضلًا عن المضاربات اليومية التي تُشعل الأسعار.
السوق الرسمية تحافظ على استقرارها
في المقابل، لا تزال الأسعار الرسمية داخل بنك الجزائر المركزي مستقرة عند حدود 150.60 دينارًا جزائريًا لليورو الواحد، وفقًا لأحدث نشرة صادرة عن البنك.
ويُظهر هذا الفارق الكبير بين السعرين الرسمي والموازي وجود فجوة تقارب 120 دينارًا، وهي من أعلى الفوارق في المنطقة العربية خلال الفترة الأخيرة.
ويرى بعض الاقتصاديين أن استمرار هذا التفاوت الكبير بين السوقين يُضعف من قدرة السياسة النقدية على ضبط قيمة العملة المحلية، ويشجع على توسّع السوق الموازية التي أصبحت المصدر الرئيسي للعملة الصعبة بالنسبة للأفراد والتجار.
أسباب استمرار صعود اليورو
يربط الخبراء هذا الارتفاع بعدة عوامل اقتصادية داخلية وخارجية، أهمها:
- زيادة الطلب على العملة الأوروبية من قبل المستوردين لتسوية فواتير خارجية.
- تراجع احتياطي العملات الصعبة نسبيًا في السوق المحلية.
- قوة اليورو عالميًا بعد البيانات الإيجابية الصادرة عن اقتصاد منطقة اليورو.
- المضاربة داخل السوق الموازية، حيث يسعى بعض التجار إلى رفع الأسعار لتحقيق أرباح سريعة.
- نقص السيولة في البنوك وصعوبة الحصول على العملة الأجنبية عبر القنوات الرسمية.
- هذه الأسباب مجتمعة أدت إلى تفاقم الفجوة بين السوق الرسمية والموازية، في ظل توقعات بأن يشهد
- السوق مزيدًا من الارتفاعات إذا لم تتدخل السلطات بخطة عاجلة لاحتواء الأزمة.
المواطنون بين القلق والترقب
في شوارع العاصمة الجزائرية، بات الحديث عن سعر اليورو جزءًا من الحياة اليومية.
يقول أحد المواطنين: “كل يوم نسمع أن السعر ارتفع من جديد، وكأن السكوار أصبح يتحكم في الاقتصاد كله”.
بينما يضيف تاجر عملة في السوق أن “الإقبال على اليورو لم يتوقف منذ بداية الشهر، والناس تشتري خوفًا من مزيد من الصعود في الأيام المقبلة”.