ألعاب الزومبي القادمة التي ينتظرها اللاعبون بحماس – الجزء الثاني

ألعاب الزومبي القادمة التي ينتظرها اللاعبون بحماس – الجزء الثاني

يمكن قراءة الجزء الأول هنا

Projekt Z: Beyond Order

لعبة تصويب تعاونية في عالم الزومبي تدور أحداثها خلال الحرب العالمية الثانية

ias

  • النوع: FPS – Co-Op – Zombie
  • المنصات: PC – PlayStation – Xbox
  • تاريخ الإصدار: 2025

من الصعب تخيّل أن لعبة تحمل اسمًا بسيطًا مثل Projekt Z قد تُصدر قريبًا، لكنها بالفعل نجحت في ترك انطباع قوي جدًا من خلال عروضها الدعائية التي أثارت اهتمام محبي ألعاب الرعب والتصويب على حد سواء. هذه اللعبة تقدم مزيجًا فريدًا من أجواء الحرب العالمية الثانية والرعب الغامض، لتعيد إحياء فكرة “الزومبي النازي” ولكن بأسلوب بصري وسينمائي متقن يضفي عليها طابعًا خاصًا ومختلفًا عن أي لعبة مشابهة.

من الناحية الجمالية، تتميز اللعبة بإضاءة واقعية مبهرة وتفاصيل رسومية عالية الجودة، حيث تُبرز الإضاءة الخافتة والظلال العميقة أجواء الرعب النفسي بشكل مذهل. الإحساس بالوحدة والتهديد يسيطر على المشهد في كل زاوية من الجزيرة التي تدور فيها الأحداث، مما يجعل اللاعب يعيش تجربة تجمع بين الخوف، والإثارة، والفضول لاكتشاف الأسرار المخبأة.

اللعبة من تطوير استوديو ألماني مستقل جديد يُدعى 314 Arts، وهو فريق صغير يتكون من تسعة مطورين فقط، ما يجعل جودة المظهر العام والمستوى الفني مفاجأة مثيرة في حد ذاتها. رغم كونهم فريقًا صغيرًا، إلا أن الرؤية الفنية الطموحة للمشروع واضحة جدًا، حيث يهدف الفريق إلى إعادة تعريف تجربة الزومبي من منظور تاريخي مظلم دون التضحية بعناصر اللعب الحديثة.

تقدم Projekt Z: Beyond Order طورين رئيسيين للعب:

  • الطور الفردي (Single-Player)، حيث يمكن للاعب خوض تجربة غامرة مليئة بالرعب والقصص السرية التي تكشف تدريجيًا مؤامرات النازيين خلال الحرب.
  • الطور التعاوني عبر الإنترنت (Online Co-Op)، والذي يسمح لعدة لاعبين بالتعاون لمواجهة موجات الزومبي واستكشاف الجزيرة معًا، ما يمنح التجربة طابعًا جماعيًا مشحونًا بالتوتر والتكتيك.

تدور القصة حول مجموعة من الجنود والباحثين الذين يُرسلون إلى جزيرة ألمانية احتلها النازيون خلال الحرب، حيث يُعتقد أن هناك تجارب علمية غامضة أُجريت في الخفاء، مرتبطة بمحاولات لإحياء الموتى وتحويلهم إلى أسلحة بيولوجية خارقة. وبينما يحاول اللاعبون النجاة من جيوش الزومبي المنتشرة في كل مكان، سيكتشفون تدريجيًا أسرارًا أكبر تتعلق بمشروع مظلم يُعرف باسم “Projekt Z”.

تعد اللعبة بتقديم مزيج متوازن من الأكشن الكلاسيكي والرعب البطيء المتصاعد، مدعومًا بأنظمة تصويب دقيقة وأسلحة مستوحاة من الحقبة التاريخية، مع إمكانية تطوير المعدات وصناعة الأدوات من الموارد التي يعثر عليها اللاعبون. كما يبدو أن المطورين يخططون لتضمين عناصر سردية قوية، لتصبح التجربة أكثر من مجرد قتال مستمر ضد الزومبي، بل رحلة استكشاف في قلب أكثر فترات التاريخ ظلامًا.

Projekt Z: Beyond Order هي واحدة من أكثر الألعاب المستقلة الواعدة لعام 2025، فهي تجمع بين الواقعية التاريخية والتجارب البيولوجية المخيفة في مزيج نادر يجذب عشاق الرعب، والتاريخ، والتصويب الجماعي على حد سواء.

Showa American Story

الولايات المتحدة بنكهة يابانية وأكشن دموي سريع الإيقاع

  • النوع: RPG – Action – Zombie
  • المنصة: PC (Steam)
  • تاريخ الإصدار: 2025

تُعد Showa American Story واحدة من أكثر ألعاب الزومبي القادمة إثارة للفضول في عام 2025، إذ تجمع بين فكرة غريبة وغير مسبوقة من الناحية السردية، وأسلوب لعب مليء بالحركة والدماء. اللعبة من تطوير استوديو Nekcom Entertainment، وهو نفس الفريق الذي قدّم سابقًا لعبة Dying: Reborn المثيرة للجدل.

القصة تدور في عالم مستقبلي بديل حيث تندمج اليابان والولايات المتحدة في كيان واحد بعد أن قامت اليابان بشراء معظم أراضي ومؤسسات أمريكا، لتتحول البلاد إلى نسخة “يابانية أمريكية” هجينة تمتزج فيها ثقافة طوكيو مع لوس أنجلوس، والنيون مع الفوضى. هذه الفكرة بحد ذاتها كانت كفيلة بأن تكون لعبة فريدة دون الحاجة لأي عنصر آخر، لكن المطورين قرروا الذهاب إلى أبعد من ذلك عبر إضافة عنصر ما بعد نهاية العالم (Post-Apocalyptic) ودمج الزومبي في المعادلة.

تبدأ القصة مع بطلة اللعبة  فتاة تستيقظ من الموت دون أن تتذكر أي شيء عما حدث للعالم من حولها، لتجد نفسها في عالم مدمر يعج بالموتى الأحياء والمخلوقات المشوهة، حيث لا يسود سوى الخراب والفوضى. ومع مرور الأحداث، تحاول البطلة اكتشاف الحقيقة وراء ما جرى وكيف عادت إلى الحياة، بينما تخوض معارك دموية ضد الزومبي والعصابات والبشر الفاسدين الذين نجوا من الكارثة.

أسلوب اللعب في Showa American Story يبدو مزيجًا فريدًا بين ألعاب الـ Hack and Slash القتالية السريعة وألعاب التصويب من منظور الشخص الثالث. فالمعارك تعتمد على السرعة، والحركة الديناميكية، واستخدام الأسلحة النارية والسيوف في آن واحد. بعض اللقطات أظهرت قتالًا أشبه بألعاب مثل Onechanbara، حيث تمتزج الدماء والانفجارات مع إيقاع حركي سريع ومجنون.

من الواضح أن اللعبة تسعى لأن تكون تجربة تجمع بين الأكشن المبالغ فيه وأجواء الأفلام من الفئة B — تلك التي تمزج بين الجدية والسخرية في آن واحد. ويبدو أيضًا أن المطورين يخططون لإضافة لمسات من الكوميديا اليابانية السوداء المشابهة لأسلوب سلسلة Yakuza، لتخفيف حدة الرعب بالجرعة المناسبة من العبث والجنون.

ورغم أن Nekcom استوديو صغير نسبيًا، يتكوّن من فريق محدود الموارد، إلا أن الطموح الذي يظهر في عروض اللعبة واضح للغاية. فالتصميم البصري مليء بالألوان الصارخة، والإضاءة النيونية، والمشاهد السينمائية التي تمزج الجمال بالفوضى، مما يمنح اللعبة هوية بصرية مميزة لا تشبه أي عنوان زومبي آخر.

من المتوقع أن تكون Showa American Story تجربة غريبة وممتعة في الوقت ذاته، فهي لا تسعى إلى أن تكون لعبة رعب تقليدية، بل مغامرة أكشن مفعمة بالدماء، ممزوجة بسخرية يابانية، وأجواء ما بعد الكارثة، وموسيقى تنبض بالحياة وسط عالم يحتضر. إنها لعبة تحتفي بالجنون والغرابة في آنٍ واحد، وقد تكون واحدة من أكثر الإصدارات المميزة لعام 2025 رغم تواضع إمكانيات مطوريها.

Holstin

أسلوب بصري فريد وجمع مبتكر بين أسلوب اللعب ثنائي وثلاثي الأبعاد

  • النوع: رعب – زومبي – أكشن – مغامرة
  • المنصات: PC – PlayStation – Xbox
  • المطور: Sonka

وسط سيل من ألعاب الزومبي التي تتشابه في الشكل والأسلوب  من ألعاب التصويب الجماعية إلى تجارب البقاء في العوالم المفتوحة  تظهر لعبة Holstin لتكسر هذا النمط المكرر وتثبت أنه لا يزال بالإمكان تقديم رعب الزومبي بأسلوب فني جديد ومميز. من النظرة الأولى فقط، يتضح أن اللعبة تملك هوية بصرية خاصة بها لا تشبه أي إصدار آخر.

رغم أن استخدام الرسومات البكسلية (Pixel Art) أصبح شائعًا جدًا في عالم الألعاب المستقلة، فإن ما يميز Holstin هو طريقة التنفيذ المبهرة والمبتكرة التي قدمها استوديو Sonka. اللعبة لا تكتفي بأسلوب العرض الكلاسيكي ثنائي الأبعاد، بل تقدم دمجًا بين الرسومات ثنائية وثلاثية الأبعاد في الوقت نفسه، لتمنح تجربة بصرية فريدة من نوعها.

يمكن للاعبين التبديل بين منظور علوي متساوي الأبعاد (Isometric View) الذي يناسب حل الألغاز واستكشاف البيئة، ومن ثم التحول إلى منظور الكتف الثالث (Over-the-Shoulder View) للانخراط في القتال وإطلاق النار بأسلوب أكثر واقعية وغمرًا. هذا الدمج بين المنظورين يجعل التجربة ديناميكية للغاية، ويضيف بعدًا تكتيكيًا جديدًا إلى أسلوب اللعب، حيث يمكن لكل زاوية رؤية أن تخدم غرضًا مختلفًا حسب الموقف.

أما من حيث الأجواء، فتأخذ اللعبة اللاعبين إلى مدينة بولندية صغيرة في تسعينات القرن الماضي، وهي بيئة غير مألوفة في عالم ألعاب الرعب لكنها تضيف نكهة ثقافية وتاريخية مميزة. هذه البلدة التي كانت تبدو هادئة في السابق أصبحت غارقة في الظلام  حرفيًا ومجازيًا  إذ تحولت إلى مكان مشؤوم تملؤه الكيانات الغامضة والمخلوقات المشوهة. بعض السكان تحولوا إلى زومبي بالكامل، بينما آخرون بدأوا يفقدون إنسانيتهم تدريجيًا، ما يخلق توترًا دائمًا بين الرعب الجسدي والنفسي.

تعتمد Holstin على عناصر الرعب الكلاسيكي للبقاء (Survival Horror) التي أحبها عشاق السلسلة القديمة مثل Resident Evil وSilent Hill، حيث يجب على اللاعب البحث عن الموارد المحدودة، وإدارة الذخيرة النادرة بعناية، واستخدام البيئة لصالحه، كل ذلك أثناء التحكم في بطل هش وضعيف لا يمتلك القوة المطلقة، مما يعزز الشعور بالعجز والخوف الحقيقي.

الجو العام للعبة قاتم وكئيب، مدعوم بإضاءة خافتة وألوان رمادية متسخة تخلق إحساسًا بالضياع والبرد، وكأن المدينة نفسها كيان حي يراقبك في صمت. الموسيقى بدورها تعتمد على نغمات منخفضة ومقلقة ترفع حدة التوتر مع كل خطوة، في حين يساهم التصميم الصوتي في جعل كل صرير أو أنين صوت خطر محتمل.

من الجدير بالذكر أن نسخة تجريبية (Demo) من اللعبة متوفرة بالفعل على Steam، وقد نالت إعجاب الكثيرين بسبب أسلوبها الفني الفريد وميكانيكياتها الأصيلة التي تعيد إحياء روح الرعب الكلاسيكي بطريقة حديثة ومبتكرة.

Holstin ليست مجرد لعبة زومبي أخرى، بل تجربة فنية تدمج بين القديم والجديد  بين بكسلات التسعينات وتقنيات العرض الحديثة  وتعيد تعريف معنى الرعب النفسي والبقاء في بيئة واقعية ومظلمة. إنها اللعبة التي تُثبت أن الإبداع لا يحتاج إلى ميزانيات ضخمة، بل إلى رؤية واضحة وشجاعة في كسر التقاليد.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *