شهدت أسعار الذهب اليوم عيار 21 ارتفاعًا ملحوظًا في تعاملات السوق المصرية، لتواصل المعدن الأصفر سلسلة صعوده المتتالية التي بدأت منذ مطلع الأسبوع، متأثرة بتحركات الأسعار العالمية وتغيرات سعر صرف الجنيه أمام الدولار، ويُعد عيار 21 الأكثر تداولًا وإقبالًا بين المصريين، خاصة في محافظات الوجهين البحري والقبلي، نظرًا لكونه يمثل المقياس الحقيقي لحركة السوق المحلية.
ارتفاع أسعار الذهب اليوم في مصر
سجل سعر جرام الذهب عيار 21 اليوم قفزة جديدة داخل محال الصاغة، وسط حالة من الترقب بين المتعاملين في السوق، سواء من المستثمرين أو المقبلين على الزواج.
وجاء هذا الارتفاع نتيجة عدة عوامل أبرزها زيادة أسعار الأوقية في البورصة العالمية، وارتفاع الطلب المحلي على السبائك والجنيهات الذهبية.
وفي منتصف التعاملات اليوم، تراوح سعر جرام الذهب عيار 21 بين 3070 و3090 جنيهًا للجرام الواحد بدون مصنعية، بزيادة تتراوح بين 15 إلى 25 جنيهًا عن أسعار أمس، في حين تتفاوت المصنعية من تاجر لآخر حسب نوع المشغولات الذهبية ومكان البيع.
وتختلف هذه الأسعار من محافظة لأخرى ومن محل صاغة لآخر، وفقًا لسياسة التسعير المحلية التي يحددها كل تاجر بناءً على العرض والطلب.
أسباب ارتفاع سعر الذهب اليوم
يرجع الخبراء ارتفاع أسعار الذهب اليوم في مصر إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية العالمية والمحلية، أبرزها:
ارتفاع أسعار الذهب عالميًا:
شهدت البورصة العالمية ارتفاعًا في سعر الأوقية لتتجاوز حاجز 2430 دولارًا، نتيجة لزيادة الطلب على المعدن كملاذ آمن مع تزايد المخاوف من التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوروبا.
تراجع الدولار عالميًا:
ضعف الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية دعم أسعار الذهب، لأن العلاقة بينهما عكسية دائمًا.
زيادة الطلب المحلي:
مع استمرار التضخم وتراجع قيمة العملة المحلية، يتجه كثير من المصريين إلى شراء الذهب كوسيلة للحفاظ على المدخرات.
تحركات الفائدة الأمريكية:
أي تصريحات من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حول تثبيت أو خفض أسعار الفائدة تؤثر بشكل مباشر على حركة الذهب صعودًا أو هبوطًا.
أسعار الذهب عالميًا اليوم
على الصعيد العالمي، واصلت أسعار الذهب ارتفاعها لتسجل الأوقية في العقود الفورية نحو 2432 دولارًا، بينما بلغت في العقود الآجلة حوالي 2438 دولارًا.
ويأتي هذا الارتفاع مدعومًا بتزايد المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، إلى جانب تراجع عوائد السندات الأمريكية.
ويتوقع محللون دوليون أن يستمر الاتجاه الصاعد للذهب خلال الربع الأخير من العام الجاري، مع احتمالات بارتفاعه لمستويات جديدة في حال استمرار التوترات السياسية وركود الأسواق المالية.
تحليل اقتصادي لتوجهات السوق
يشير المحللون إلى أن سوق الذهب في مصر يعيش حاليًا مرحلة من التحرك الحذر، حيث يميل المستثمرون إلى الشراء التدريجي تحسبًا لمزيد من الارتفاعات في الفترة المقبلة.
وفي المقابل، يفضّل بعض التجار التريث في بيع الكميات الكبيرة من الذهب انتظارًا لاستقرار الأسعار العالمية.
كما أن تراجع المعروض في السوق المحلي، نتيجة انخفاض الواردات وارتفاع تكلفة التصنيع، ساهم في تعزيز الأسعار بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الأخيرة.
نصائح للمستهلكين عند شراء الذهب
مع استمرار تقلب الأسعار، ينصح خبراء سوق الذهب المستهلكين بما يلي:
متابعة الأسعار أولًا بأول من مصادر موثوقة قبل الإقدام على الشراء.
مقارنة الأسعار بين أكثر من تاجر لتجنب دفع مصنعية مبالغ فيها.
الاحتفاظ بالفواتير الأصلية التي تحتوي على الوزن والعيار والسعر.
يفضّل شراء السبائك أو الجنيهات الذهبية للمستثمرين الراغبين في الادخار على المدى الطويل.
توقعات أسعار الذهب خلال الأيام المقبلة
يتوقع الخبراء أن تستمر الأسعار في التحرك ضمن نطاق صاعد طفيف خلال الأيام المقبلة، خاصة في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار في الأسواق العالمية.
وفي حال ارتفاع الأوقية فوق مستوى 2450 دولارًا، فقد نشهد قفزة جديدة في الأسعار المحلية تتجاوز حاجز 3100 جنيه للجرام عيار 21.
أما إذا استقر الدولار وهدأت التوترات السياسية، فقد تتجه الأسعار إلى التراجع بشكل مؤقت، وهو ما يمثل فرصة للشراء قبل موجة جديدة من الارتفاعات المحتملة نهاية الشهر.
يظل الذهب واحدًا من أهم الملاذات الآمنة في فترات الأزمات، ولا سيما عيار 21 الذي يمثل المؤشر الرئيسي لحركة الأسعار في السوق المصرية.
ومع كل التقلبات الاقتصادية، يبقى السؤال الأهم:
هل سيواصل الذهب صعوده خلال الفترة المقبلة أم سيشهد تصحيحًا هبوطيًا مؤقتًا؟
الإجابة ستظل مرتبطة بأداء الاقتصاد العالمي وسعر الدولار محليًا، لكن المؤكد أن الذهب سيبقى الخيار الأول للمستثمرين والباحثين عن الأمان المالي في ظل الأوضاع الاقتصادية المتقلبة.
