هناك سحر خاص في ألعاب العالم المفتوح التي تتيح لك امتطاء حصانك والانطلاق على الطرق لتكتشف مغامرات جديدة أو تكافأ باكتشافات مثيرة. لعبة Ghost of Yotei صدرت أخيرًا، وتقدّم رؤيتها الخاصة لليابان القديمة، لتنضم إلى قائمة طويلة من الألعاب التي تزخر بعوالم مليئة بالتفاصيل وقابلة للاستكشاف.
هناك الكثير مما يمكن الإعجاب به في مزيج Sucker Punch الفريد بين قصة الساموراي الملحمية وأجواء الغرب الأمريكي. لكن هل يمكنها التفوق على تجربة الغرب الأمريكي الأصيلة التي قدّمتها Red Dead Redemption 2، والتي يعتبرها الكثيرون ملكة ألعاب العالم المفتوح؟ وماذا عن Horizon Forbidden West، التي قدّمت عالمًا مذهلًا خاصًا بها وكانت من أنجح حصريات PlayStation؟
إنها مواجهة بين أتسو، وآرثر، وآلوي، بينما نستعرض أي من هذه الألعاب الثلاث قدّم أفضل تجربة لعالم مفتوح، من حيث الحرية والتفاصيل والابتكار في أسلوب اللعب. فلنبدأ المقارنة.
عوالم فريدة وجذابة بصريًا
شهدت الألعاب في السنوات الأخيرة العديد من الرحلات إلى اليابان القديمة، ومع أن Assassin’s Creed Shadows قدّمت نسخة رائعة من فترة السِنغوكو في وقت سابق من هذا العام، فإن رؤية Ghost of Yotei لمقاطعة إيزو كانت غامرة ومبهرة بصريًا إلى درجة تجذب اللاعب منذ اللحظة الأولى وتبقيه مندمجًا مع أنشطتها المتنوعة. إنها نسخة من اليابان تستفيد من اللمسة السينمائية التي اشتهر بها مخرجو أفلام الساموراي، ومن موهبة Sucker Punch الكبيرة في تصميم عوالم مليئة بالتفاصيل دون أن تفقد عنصر المتعة أو الإيقاع المتوازن.
رحلة أتسو قادتها عبر حقول مزهرة، وقرى هادئة تنبض بالسلام، وقمم شاهقة بحثًا عن الغنائم والمعدات، كما شهدت آثار الحرب الأهلية والدمار الذي خلّفته، وخاضت مواجهات أسطورية في مواقع مذهلة ضد خصوم بارعين. بفضل إمكانات الجيل الجديد، قدّمت اللعبة عالمًا يجعل اللاعب يتوقف مرارًا ليُمعن النظر في المشاهد الخلابة من حوله ويُبهره جمال التفاصيل.
لكن لا يمكن تجاهل ما قدّمته Horizon Forbidden West أيضًا، فرحلة ألوي عبر الحدود المجهولة خلف عالمها السابق كانت تحفة بصرية متكاملة. المدن المدمّرة والآلات المستقبلية بدت أكثر واقعية بفضل قوة PS5، والعالم الذي يعيد بناء نفسه من بقايا ماضيه لم يظهر من قبل بهذه الروعة.
أما Red Dead Redemption 2 من Rockstar فما زالت تحافظ على مكانتها كإحدى أجمل ألعاب العالم المفتوح رغم صدورها للجيل السابق. مغامرة آرثر مورغان في حدود أمريكا عام 1899 كانت تجربة بصرية غامرة بدقة تفاصيلها وعمق أجوائها، ومع احتمال حصول اللعبة على تحديث للجيل الجديد قريبًا، فإنها ما زالت النموذج الأبرز في تصوير الغرب الأمريكي بطريقة واقعية تنبض بالحياة.
لكن أي من هذه الألعاب الثلاث قدّمت العالم الأفضل؟ يصعب الاختيار حقًا، فجميعها تفوقت في بناء بيئاتها بشكل مدهش، لذا يمكن القول إن النتيجة متعادلة في جانب تصميم العوالم. غير أن السؤال التالي هو: ماذا عن الأنشطة والتجارب التي تقدّمها تلك العوالم للاعب؟
الكثير من الأنشطة والمغامرات
لنبدأ بـ Horizon Forbidden West، حيث تخوض ألوي مغامرات مليئة بالأسرار التي تنتظر من يكتشفها، ومعارك ضد آلات ضخمة، ومهام مساعدة للآخرين، فضلًا عن كم هائل من المعلومات التي تكشف خفايا الماضي وأفعال البشر الذين انقرضوا منذ زمن بعيد. توجد مناطق صيد، ومعسكرات للأعداء، وأبراج Tallnecks لتسلقها ومسحها، وأنظمة جديدة لاستكشاف الأعماق تحت الماء، وشخصيات عديدة تلتقي بها ألوي في رحلتها لإنقاذ الأرض من أعدائها الجدد. حتى إن اللعبة تضم لعبة مصغّرة تجمع بين الشطرنج والآلات!
ورغم هذا التنوع، تبدأ الرتابة بالظهور تدريجيًا بعد زوال الانبهار الأولي، إذ لا يكفي العالم الجميل لإنقاذ Forbidden West من الشعور بالتكرار الناتج عن محدودية الأنشطة رغم ضخامة الخريطة. ورغم الجهد الكبير الذي بذلته Guerilla Games، فإن اللعبتين الأخريين تتفوقان عليها بفضل طرق عرض أكثر ابتكارًا وتنوعًا.
في المقابل، تحتوي Ghost of Yotei على بعض التكرار في محتواها الجانبي، إلا أن طريقة تقديم الأنشطة تجعل التجربة مشوقة دائمًا. فالنظام الجديد المعتمد على “البطاقات” يتيح اكتشاف المهام عبر الاستكشاف الطبيعي دون مؤشرات أو علامات على الخريطة، وهو ما يمنح اللاعب إحساسًا بالحرية والانغماس.
كل نشاط يقدم تجربة مختلفة وغير متوقعة؛ فقد تذهب لاستكشاف موقع غامض لتجد نفسك في مواجهة ثلاثة من الرونين المطلوبين مقابل مكافأة، أو تحتاج إلى اختبار مهارة أتسو في التسلق عبر مراحل متقنة تنتهي بإطلالة مذهلة تستحق التوقف لالتقاط الصور. كما تظهر الطيور الذهبية باستمرار لتقودك نحو ترقيات قيمة، أو أدوات فريدة، أو لحظات هادئة تعزف فيها على الشاميسين أو ترسم لوحة لمنزلك.
أسلوب Ghost of Yotei في دمج هذه الأنشطة داخل عالمها الواقعي والمترابط يجعلها تتفوق بوضوح على Forbidden West. لكن لا شك أن Red Dead Redemption 2 لا تزال في مرتبة أعلى بمسافة كبيرة. فمجرد امتطاء الحصان والانطلاق في أي اتجاه كفيل بأن يقودك إلى مغامرة جديدة في أي مرحلة من اللعبة.
العالم في RDR2 نابض بالحياة إلى درجة أن لقاءً عابرًا مع شخص مجهول قد يتحول إلى سلسلة طويلة من المهام والأنشطة التي تنسيك هدفك الأصلي. في كل زاوية هناك ما يشغل اهتمامك، ما يجعلها تحتفظ بلقب أفضل عالم مفتوح في تقديم الأنشطة والتجارب، وتفعل ذلك بأناقة لا تضاهى.
