
يُعدّ الذهب من أقدم وأهم الأصول التي يلجأ إليها الناس للحفاظ على القيمة في أوقات التقلب الاقتصادي، كما أنه من أكثر المعادن استخدامًا في صناعة الحلي والمجوهرات. في السوق المصري، يحتل الذهب مكانة خاصة، ليس فقط كزينة بل كوسيلة ادخار واستثمار آمن، ويأتي عيار 18 في موقع متوسط بين العيارات الأخرى من حيث النقاء والسعر، ما يجعله خيارًا مفضلًا للكثيرين ممن يبحثون عن توازن بين الفخامة والسعر المناسب.
شهدت أسعار الذهب عيار 18 اليوم في مصر حالة من الاستقرار النسبي، إذ تراوحت قيمته في الأسواق المحلية بين نحو 4650 و4800 جنيه للجرام الواحد، مع اختلاف طفيف بين محال الصاغة حسب المصنعية وحالة السوق. وتختلف الأسعار النهائية التي يدفعها المستهلك حسب مكان الشراء ونوعية المشغولات الذهبية، حيث إن المصنعية تمثل عاملًا رئيسيًا في تحديد القيمة النهائية. فعلى سبيل المثال، قد يبلغ سعر خمسة جرامات من الذهب عيار 18 حوالي ثلاثة وعشرين ألفًا وخمسمائة جنيه تقريبًا، بينما يصل سعر عشرة جرامات إلى نحو سبعة وأربعين ألف جنيه تقريبًا، أما ربع كيلو من هذا العيار فقد يتجاوز مئة وأحد عشر ألف جنيه، مع الإشارة إلى أن هذه الأرقام قد تتبدل خلال اليوم الواحد وفق حركة السوق العالمية.
قد يهمك:
“عيار 24 ولا 21؟ دليلك الكامل لأسعار الذهب اليوم في مصر وفرص الربح الخفية”
يُعدّ سعر الذهب متغيرًا بشكل مستمر نتيجة لعوامل اقتصادية وسياسية متعددة، أهمها السعر العالمي للأونصة، وسعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري، وحجم العرض والطلب المحلي. فالذهب يُسعّر عالميًا بالدولار، وبالتالي فإن أي ارتفاع في قيمة الدولار يؤدي إلى زيادة سعر الذهب بالجنيه، والعكس صحيح. كما تلعب التوترات الاقتصادية والسياسية العالمية دورًا أساسيًا في تحريك الأسعار، إذ يزداد الإقبال على الذهب في فترات عدم الاستقرار بوصفه ملاذًا آمنًا يحافظ على القيمة مقارنة بالعملات والأسهم.
من العوامل المؤثرة أيضًا في سعر الذهب داخل السوق المحلي تكلفة التصنيع أو ما يُعرف بالمصنعية، وهي النسبة التي يضيفها الصائغ على السعر الأساسي للذهب مقابل الجهد والتصميم والتشطيب. وتختلف هذه التكلفة من محل لآخر، وقد تكون ثابتة أو نسبة مئوية من قيمة المشغولات، وغالبًا ما تمثل سببًا في اختلاف الأسعار بين المحافظات والمناطق. كما تدخل الضرائب والرسوم الجمركية المفروضة على واردات الذهب ضمن حساب السعر النهائي، خاصة بعد القيود التي فُرضت مؤخرًا على الاستيراد، مما حدّ من كمية الذهب الخام المتاحة داخل السوق المحلية.
من الناحية الاقتصادية، يمكن القول إن هناك ارتباطًا مباشرًا بين حالة الاقتصاد المحلي وأسعار الذهب. ففي أوقات التضخم أو ضعف العملة الوطنية، يزداد توجه الأفراد نحو شراء الذهب لحماية مدخراتهم من فقدان القيمة. وعلى العكس، في حال استقرار الجنيه وارتفاع العوائد على الأصول المالية مثل الودائع أو السندات، يتراجع الإقبال على الذهب مؤقتًا. كما أن السياسات النقدية العالمية، وخصوصًا قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتعلقة بأسعار الفائدة، تؤثر بشكل غير مباشر على الأسعار المحلية.
أما من حيث المقارنة بين الأعيرة المختلفة، فيُعتبر عيار 24 الأعلى نقاءً حيث يحتوي على نسبة ذهب خالص تبلغ نحو 99.9% ويُستخدم غالبًا في السبائك، بينما يأتي عيار 21 في المرتبة الثانية من حيث الانتشار في السوق المصرية نظرًا لمناسبته من حيث الصلابة والسعر، ويُقبل عليه الناس أكثر في المناسبات والمهرجانات. أما عيار 18 فيتميز بأنه مزيج من الذهب والمعادن الأخرى التي تمنحه صلابة ولمعانًا ولمسة جمالية مختلفة، وهو الخيار المفضل للكثير من مصنعي الحُلي الفاخرة بسبب قابليته للتصميم والتشكيل بسهولة.
ويأتي بعد ذلك عيار 14 الذي يُستخدم في بعض المشغولات الخفيفة نظرًا لسعره الأرخص، لكنه أقل نقاءً من الأعيرة الأعلى. ومن الملاحظ أن أسعار الأعيرة تتناسب طرديًا مع درجة نقائها، أي أن عيار 18 يعادل ثلاثة أرباع سعر عيار 24 تقريبًا.
في الأيام الأخيرة، استقرت أسعار الذهب نسبيًا بعد موجة ارتفاع متتالية خلال الأشهر الماضية، مدفوعة بتقلبات سعر الدولار وازدياد الطلب المحلي، خصوصًا مع تراجع المعروض من المعدن الأصفر في الأسواق. كما ساهمت التوقعات العالمية بخفض أسعار الفائدة الأمريكية في دعم المعدن النفيس عالميًا، إذ يؤدي انخفاض العائد على الدولار إلى زيادة جاذبية الذهب كأصل بديل.
رغم استقرار السعر حاليًا، يتوقع الخبراء أن يظل الذهب متذبذبًا خلال الأسابيع المقبلة نتيجة للظروف الاقتصادية المتغيرة عالميًا، واحتمالات تراجع الدولار أو ارتفاعه مجددًا. لذلك يُنصح المتعاملون في السوق المصرية، سواء من المشترين بغرض الزينة أو المستثمرين، بمتابعة حركة الأسعار العالمية والمحلية بشكل دوري قبل اتخاذ أي قرار شراء أو بيع.
على المستوى العملي، هناك مجموعة من النصائح التي يُستحسن اتباعها عند شراء الذهب عيار 18. أولًا، يجب التأكد من السعر لحظة الشراء من أكثر من محل صاغة، لأن الأسعار قد تختلف بشكل واضح حتى داخل المدينة الواحدة. ثانيًا، ينبغي معرفة نسبة المصنعية المضافة على الجرام، لأن بعض المحال تفرض مصنعية مرتفعة بشكل مبالغ فيه مما يرفع السعر النهائي بشكل غير مبرر. ثالثًا، يُنصح بشراء القطع الأكبر وزنًا إن كان الهدف هو الادخار، لأن المصنعية تقل نسبيًا كلما زاد الوزن.
كذلك، من المهم متابعة حركة الدولار وأسعار الذهب العالمية، لأن أي تغير مفاجئ في أحدهما سينعكس فورًا على السوق المحلية. وفي حال كان الغرض من الشراء هو الاستثمار طويل المدى، يُفضّل التركيز على القطع التي يسهل إعادة بيعها لاحقًا مثل السبائك أو الجنيهات الذهبية، أما إذا كان الهدف هو الاستخدام الشخصي للزينة، فإن عيار 18 يُعد الأنسب لأنه يجمع بين الجمال والمتانة والسعر الأقل مقارنة بالأعيرة الأعلى.
من الجوانب التي يجب الانتباه لها أيضًا ضرورة التعامل مع محال معروفة وموثوقة، والتأكد من وجود ختم العيار على القطعة الذهبية، والاحتفاظ بالإيصال الذي يوضح الوزن والعيار والمواصفات الكاملة. هذه الأمور تضمن حق المشتري عند البيع أو في حال الرغبة في استبدال القطعة لاحقًا.
خلاصة القول إن سعر جرام الذهب عيار 18 اليوم في السوق المصرية يدور حول متوسط يقارب 4700 جنيه تقريبًا، مع إمكانية الاختلاف من مكان إلى آخر تبعًا لعوامل المصنعية والعرض والطلب. هذا العيار يظل أحد الخيارات الأكثر انتشارًا بين الفئات الباحثة عن اقتناء الذهب بجودة عالية وسعر معتدل، وهو كذلك خيار مثالي لمن يرغب في شراء مشغولات أنيقة للاستخدام اليومي دون تحمل التكلفة المرتفعة للعيارات الأعلى.
يبقى الذهب في النهاية مرآة دقيقة لحركة الاقتصاد المحلي والعالمي، ويظل من الأصول التي تحافظ على قيمتها مهما تقلبت الظروف. لذلك فإن متابعة الأسعار أولًا بأول والتعامل بحكمة عند الشراء أو البيع هي أفضل الطرق للاستفادة من هذا المعدن الثمين سواء في الاستثمار أو الزينة.