
يمكن قراءة الجزء الثاني هنا
تقليل تشتت الرصاص (Weapon Bloom) في Battlefield 6
تقليل الـBloom سيمنح اللاعبين تحكمًا أكبر بدقة تصويبهم ويجعل المواجهات أكثر عدلاً
على عكس بعض الجوانب السابقة التي يمكن اعتبارها مسألة تفضيل شخصي مثل سرعة الحركة أو معدل القتل، فإن مشكلة تشتت الرصاص (Weapon Bloom) في Battlefield 6 تُعد من أكثر القضايا التقنية التي تحتاج إلى تعديل عاجل. فهذه الآلية التي تُستخدم في العديد من ألعاب التصويب الحديثة تضيف طبقة من العشوائية إلى طريقة عمل الأسلحة، مما يجعل إطلاق النار يعتمد أحيانًا على الحظ أكثر من الدقة الفعلية أو مهارة اللاعب.
ببساطة، الـBloom هو مقدار توسع دائرة التصويب أثناء إطلاق النار، سواء بسبب الحركة، أو معدل الإطلاق، أو حتى الارتداد الطبيعي للسلاح. في Battlefield 6، هذه الميكانيكية أصبحت ملحوظة بشكل مزعج، إذ تلاحظ أن الرصاص ينتشر عشوائيًا حتى عند التصويب الدقيق، ما يجعل ضرب الأهداف المتوسطة والبعيدة أكثر صعوبة ويؤدي إلى فقدان الإحساس بالتحكم الكامل في السلاح. هذا الأمر أزعج عددًا كبيرًا من اللاعبين، خصوصًا أولئك الذين يعتمدون على التصويب الدقيق أو الأسلحة شبه الأوتوماتيكية.
وللتوضيح أكثر، فإن ميكانيكية الـBloom تجعل اللاعب يواجه عاملين في آنٍ واحد: الارتداد (Recoil) الذي يمكن التنبؤ به والسيطرة عليه، والتشتت العشوائي (Random Spread) الذي لا يمكن التحكم به مطلقًا. ونتيجة لذلك، حتى لو كنت تصوب بشكل مثالي وتتحكم في الارتداد بدقة، فإن بعض الرصاصات قد تخرج عن الهدف ببساطة لأن اللعبة قررت أن “تتسع الدائرة” تلك اللحظة. هذه العشوائية تقوّض الشعور بالمكافأة على الدقة والمهارة، وتجعل المواجهات أحيانًا غير عادلة بين اللاعبين.
ورغم أن هناك طرقًا يمكن للاعبين استخدامها لتقليل تأثير الـBloom، مثل الإطلاق المتقطع (Burst Fire) أو التصويب المتقطع Tap-Firing من مسافات بعيدة، أو حتى تقليل الاهتزاز البصري (Camera Shake) من إعدادات الرسومات لتحسين الثبات، فإن هذه حلول مؤقتة لا تعالج المشكلة الأساسية. الحل الحقيقي يكمن في تعديل النظام نفسه من قِبل فريق التطوير DICE.
الاقتراح الأفضل والأكثر واقعية هو تقليل معدل الـBloom بشكل عام في جميع الأسلحة أو حتى إزالته كليًا من بعض الفئات، خاصة بنادق الهجوم (Assault Rifles) والأسلحة الدقيقة (DMRs). هذا التعديل سيجعل المواجهات أكثر اتساقًا وعدلاً، حيث سيعتمد التصويب على مهارة التحكم في الارتداد (Recoil Control) وليس على الحظ. وهنا تأتي أهمية المرفقات (Attachments)، إذ يمكن استخدامها لتخصيص السلاح وضبط توازنه بطريقة تكافئ اللاعبين الذين يتقنون التحكم بدقة.
في الواقع، هذا التوجه ليس جديدًا؛ فقد لجأت إليه ألعاب مثل Battlefield 4 وBattlefield 1 بشكل ناجح، حيث كان أداء الأسلحة يعتمد بشكل أساسي على مهارة اللاعب وليس على تشتت عشوائي. وبتطبيق نفس المبدأ في Battlefield 6، يمكن أن تصبح اللعبة أكثر استقرارًا من الناحية التنافسية، وتمنح اللاعبين إحساسًا بأن كل رصاصة تُطلق لها وزن وتأثير فعلي، وليس مجرد احتمال.
إن تقليل الـWeapon Bloom خطوة ضرورية لإعادة الشعور بالتحكم الكامل في الأسلحة، وهو ما سيُعيد الثقة بين اللاعب وسلاحه. فبدلاً من أن يخسر اللاعب معركة بسبب انتشار غير مبرر للرصاص، سيكون الفوز أو الخسارة نتيجة مباشرة لمهارته الشخصية، واستجابته، وتحكمه بالارتداد. هذا التغيير البسيط من الناحية التقنية يمكن أن يحسّن تجربة إطلاق النار بأكملها ويجعل Battlefield 6 أكثر دقة وعدلاً وإدمانًا لكل محبي التصويب الحقيقي.
تحسين وتقليل حدة الإضاءة في Battlefield 6
تضارب الإضاءة بين الأماكن الداخلية والخارجية يقلل من وضوح الرؤية ويؤثر سلبًا على أسلوب اللعب
من الناحية الرسومية، لا شك أن Battlefield 6 تُعد واحدة من أجمل ألعاب التصويب من حيث جودة الرسومات والدقة البصرية. فقد تفوقت شركة DICE على نفسها مرة أخرى في تقديم مستوى بصري مذهل يجمع بين التفاصيل الدقيقة، والمؤثرات الواقعية، والانفجارات السينمائية، والانعكاسات عالية الجودة. ومع ذلك، فإن هذا الإبداع البصري لا يخلو من العيوب التقنية التي تؤثر بشكل مباشر على تجربة اللعب، وأبرزها مشكلة الإضاءة، وخاصة التباين الحاد بين الإضاءة في الأماكن الداخلية والخارجية.
المشكلة الأساسية تكمن في أن الإضاءة في Battlefield 6 غير متوازنة، خصوصاً عندما يتحرك اللاعب من منطقة مظلمة إلى منطقة مضيئة أو العكس. فعند النظر من داخل مبنى نحو الخارج، يواجه اللاعب تأثيراً ساطعاً ومزعجاً أشبه بالعمى المؤقت، يجعل من الصعب رؤية الأعداء أو تحديد مواقعهم بوضوح. هذا التأثير قد يكون مقصودًا لمحاكاة اختلاف الإضاءة الواقعي، لكنه في الممارسة يضر أسلوب اللعب ويؤثر على التجربة التنافسية، خاصة في خرائط تحتوي على مزيج من المساحات الداخلية والخارجية مثل Liberation Peak وEmpire State.
في المقابل، فإن اللاعبين الذين يقفون خارج المباني يواجهون مشكلة معاكسة. فعند النظر نحو الداخل، تصبح الرؤية معتمة للغاية، مما يجعل من شبه المستحيل تمييز الأعداء المختبئين في الزوايا أو خلف الأثاث. هذا النوع من التضارب بين الإضاءة الداخلية والخارجية لا يعكس فقط خللاً في التصميم البصري، بل يخلق أيضًا اختلالًا في التوازن التكتيكي، إذ يمنح أفضلية غير عادلة لمن يتموضع في منطقة مظلمة، ويضعف فرص من يهاجم من الخارج.
بعض اللاعبين حاولوا معالجة هذه المشكلة يدويًا عبر تعديل إعدادات السطوع (Brightness) في اللعبة، أو تقليل السطوع الديناميكي (Dynamic Contrast)، إلا أن هذه الحلول تبقى محدودة ولا توفر معالجة متكاملة. فزيادة السطوع قد تحسن الرؤية في الأماكن المظلمة، لكنها تجعل المناطق المضيئة مفرطة الإشراق بشكل مؤلم للعين، والعكس صحيح. وبالتالي، فإن الحل الحقيقي يجب أن يأتي من فريق التطوير نفسه عبر تحسين النظام الإضائي بالكامل.
من الحلول التقنية الممكنة التي يمكن لـDICE تطبيقها:
- تعديل نظام التعرض التلقائي (Auto Exposure) بحيث يكون الانتقال بين الإضاءة الداخلية والخارجية أكثر سلاسة وأقل حدة.
- تقليل شدة التوهج (Bloom Effect) الذي يجعل المساحات البيضاء أو المضيئة تبهر العين بشكل مبالغ فيه.
- ضبط الانعكاسات الساطعة والإضاءة غير المباشرة (Indirect Lighting) لجعل توزيع الضوء أكثر توازناً داخل البيئة.
- إضافة وضع “تباين متوازن” (Balanced Contrast Mode) ضمن إعدادات الرسومات لمن يفضل تجربة أكثر وضوحاً أثناء القتال.
هذه التعديلات ليست مجرد تحسينات جمالية، بل تؤثر بشكل مباشر على أداء اللاعبين ودقة تصويبهم واستجابتهم أثناء المعارك. ففي لعبة تعتمد على الرؤية الدقيقة وردود الفعل السريعة مثل Battlefield 6، يمكن لفارق بسيط في الإضاءة أن يحدد نتيجة مواجهة بأكملها.
إن تحسين نظام الإضاءة سيعيد التوازن البصري بين المناطق الداخلية والخارجية، ويجعل اللعبة أكثر راحة للعين وأكثر عدلاً في المنافسة. كما سيحافظ على الجمال البصري الذي تميزت به Battlefield 6 دون أن يكون على حساب تجربة اللعب.
بكلمات أخرى، إذا تمكنت DICE من معالجة هذه المشكلة، فستكون قد خطت خطوة مهمة نحو تحويل Battlefield 6 من لعبة مذهلة بصريًا إلى تجربة مكتملة تقنيًا وتكتيكيًا، حيث تكون الرؤية واضحة، والمعارك عادلة، والإثارة مستمرة دون أي عوائق بصرية مزعجة.