ألعاب Nintendo التي حصلت على تقييم 90+ على موقع OpenCritic – الجزء الثالث

ألعاب Nintendo التي حصلت على تقييم 90+ على موقع OpenCritic – الجزء الثالث

يمكن قراءة الجزء الثاني من المقال هنا

Super Mario 3D World – التقييم: 93

واحدة من أكثر الألعاب المظلومة في تاريخ سلسلة ماريو

ias

جاء ظهور Super Mario 3D World ضمن قائمة الألعاب الأعلى تقييمًا على موقع Open-Critic كـ مفاجأة كبيرة لعشاق نينتندو، خصوصًا وأن اللعبة كانت قد تعرضت عند صدورها لانتقادات كثيرة بسبب طابعها الخطي مقارنة بالإصدارات السابقة من ألعاب Mario ثلاثية الأبعاد على أجهزة نينتندو المنزلية. ومع ذلك، من المهم التذكير بأن هذه اللعبة لم تكن مجرد تجربة جانبية أو بسيطة، بل كانت واحدة من أروع ألعاب المنصات ثلاثية الأبعاد التي أنتجتها نينتندو على الإطلاق، ونجاحها في ذلك الوقت كان بمثابة شريان حياة لجهاز Wii U الذي كان يعاني من نقص حاد في العناوين الحصرية المميزة.

صدرت اللعبة في 22 نوفمبر عام 2013، وجاءت في فترة كانت فيها نينتندو بحاجة ماسة إلى ألعاب قوية تُظهر قدرات جهاز Wii U. وبالفعل، استطاعت Super Mario 3D World أن تحقق هذا الهدف بامتياز، فقدمت تجربة تجمع بين البساطة والإبداع بأسلوب يجمع بين روح ألعاب Mario الكلاسيكية ثنائية الأبعاد والطابع الحديث للألعاب ثلاثية الأبعاد. ولهذا السبب، نالت تقييمات عالية من النقاد الذين أشادوا بتصميم المراحل الذكي والمتنوع، وبالأسلوب الفني الزاهي الذي جعل كل مرحلة تبدو وكأنها لوحة فنية متحركة.

اللعبة ما زالت حتى اليوم واحدة من أكثر عناوين ماريو التي لم تحصل على التقدير الكافي. فهي مليئة بالأفكار الجديدة والابتكارات في كل مستوى، بدءًا من المراحل الثلجية والمائية إلى العوالم الصحراوية والمناطق الميكانيكية المتحركة. كل مرحلة في اللعبة تقدم ميكانيكية جديدة أو عنصرًا مفاجئًا يبقي التجربة منعشة ومليئة بالحماس.

واحدة من أبرز ميزات Super Mario 3D World هي نظام اللعب التعاوني المحلي (Local Co-op) الذي يسمح لما يصل إلى أربعة لاعبين باللعب معًا في الوقت نفسه، باستخدام شخصيات مختلفة مثل Mario وLuigi وPrincess Peach وToad. هذا النظام أضاف طابعًا اجتماعيًا مرحًا إلى التجربة، حيث يمكن للاعبين التعاون أو التنافس أثناء اجتياز المراحل، مما يجعل كل جلسة لعب مليئة بالضحك والفوضى الممتعة. اللعب الجماعي هنا ليس مجرد إضافة شكلية، بل يغيّر ديناميكية اللعبة بالكامل، فالتعاون يصبح ضروريًا أحيانًا لتجاوز العقبات أو جمع النجوم الخضراء المنتشرة في كل مرحلة.

وبينما كان كثيرون يعتقدون أن الطبيعة الخطية للعبة تجعلها أقل إثارة من ألعاب مثل Super Mario Galaxy أو Odyssey، إلا أن التجربة أثبتت العكس تمامًا. فالتصميم الدقيق للمراحل والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة جعل كل لحظة في اللعبة متعة خالصة من البداية إلى النهاية، كما أن الإتقان في أسلوب التحكم والاستجابة السريعة جعل القفز والتفاعل مع البيئة سلسًا وممتعًا على نحو مثالي.

جدير بالذكر أن تقييم Open-Critic البالغ 93 نقطة ينطبق على نسخة Wii U الأصلية، لكن نينتندو قامت لاحقًا بإطلاق نسخة محسّنة على جهاز Nintendo Switch أضافت تحسينات كبيرة على جودة الحياة (QoL Improvements)، مثل زيادة سرعة الحركة العامة للشخصيات وتحسين الأداء البصري. والأهم من ذلك، أنها تضمنت طورًا جديدًا بالكامل بعنوان Bowser’s Fury  وهو حملة إضافية مبتكرة تعيد توظيف ميكانيكيات اللعب الأساسية في تجربة عالم مفتوح مصغّر، حيث يتعاون ماريو مع باوزر جونيور لاستكشاف الجزر وجمع القطع اللامعة في مواجهة نسخة عملاقة وغاضبة من Bowser. هذا الطور الجديد لم يكن مجرد إضافة شكلية، بل أعاد تعريف أسلوب تصميم المراحل في ألعاب ماريو المستقبلية.

في النهاية، Super Mario 3D World هي جوهرة خفية في مكتبة ألعاب ماريو، لعبة تجمع بين السحر الكلاسيكي والإبداع العصري في تجربة مليئة بالألوان والمرح والتحديات الذكية. إنها تذكير قوي بأن نينتندو تتقن فن الإتقان البسيط  أي تقديم ألعاب يمكن لأي شخص أن يبدأها بسهولة، لكنه سيكتشف عمقها الحقيقي مع الوقت. ورغم مرور أكثر من عقد على صدورها، لا تزال Super Mario 3D World تستحق التجربة أكثر من أي وقت مضى، خاصة بنسختها المحدثة على Switch التي تجعلها أقرب إلى الكمال.

Super Smash Bros. Ultimate – التقييم: 92

لعبة قتال ممتعة تُجسّد احتفالًا رائعًا بعالم الألعاب بأكمله

ليس من المستغرب على الإطلاق أن تحصل Super Smash Bros. Ultimate على تقييم مرتفع في موقع Open-Critic، فهي ببساطة واحدة من أكثر ألعاب نينتندو احتفاءً وتقديرًا في التاريخ. فاللعبة تمثل ذروة عمل المبدع Masahiro Sakurai وفريقه، الذين أخذوا كلمة “Ultimate” في العنوان على محمل الجد، ونجحوا في تحويلها إلى أضخم تجربة قتال جماعي في تاريخ السلسلة  بل وربما في تاريخ الألعاب كلها.

صدرت اللعبة رسميًا في 7 ديسمبر عام 2018 لجهاز Nintendo Switch، ومع إطلاقها أصبح من الواضح أنها ليست مجرد جزء جديد، بل موسوعة كاملة لعالم Super Smash Bros. فقد قامت نينتندو بإعادة كل شخصية قابلة للعب من الإصدارات السابقة  دون استثناء  بما في ذلك شخصيات غابت لسنوات مثل Pichu وIce Climbers وSolid Snake. هذه الخطوة وحدها جعلت اللعبة حدثًا تاريخيًا، حيث اجتمعت فيها رموز من مختلف عوالم الألعاب تحت سقف واحد.

نظام القتال في Ultimate خضع لتطوير شامل ودقيق، مما جعله أكثر سرعةً واستجابةً وعمقًا من الإصدار السابق على Wii U. اللعبة أصبحت أكثر توازنًا واحترافية، بحيث يمكن للاعبين الجدد الاستمتاع بسهولة، بينما يجد اللاعبون المحترفون في كل ضربة وحركة فرصة للتكتيك والإبداع. الإحساس بالتحكم في الشخصيات أصبح أكثر سلاسة من أي وقت مضى، وكل معركة  سواء كانت بين شخصين أو ثمانية لاعبين في وقت واحد  تشعر بأنها مليئة بالطاقة والانفجار البصري والمرح الخالص.

أما المحتوى، فهو هائل بكل المقاييس. تضم اللعبة مئات المراحل القتالية المتنوعة المستوحاة من عوالم مختلفة مثل Mario وZelda وPokémon وMetroid وStreet Fighter وMetal Gear Solid وغيرها، إضافة إلى كمية ضخمة من الأدوات والعناصر الموسيقية التي تتجاوز أي عنوان قتال آخر. كل مباراة يمكن أن تتحول إلى مشهد مليء بالفوضى الجميلة والمفاجآت الممتعة التي تجعل التجربة فريدة في كل مرة.

لكن العنصر الأهم الذي جعل Super Smash Bros. Ultimate مميزة إلى هذا الحد هو قائمة المقاتلين العملاقة (Roster)، التي تعد الأضخم في تاريخ ألعاب القتال. تضم اللعبة أكثر من 80 شخصية قابلة للعب، ومع صدور حزمتَي المحتوى الإضافي (DLC Fighter Pass 1 & 2)، توسعت القائمة لتشمل رموزًا من شركات مختلفة خارج نينتندو نفسها، مثل:

  • Steve من لعبة Minecraft
  • Sephiroth من سلسلة Final Fantasy
  • Sora من Kingdom Hearts
  • بالإضافة إلى أبطال آخرين من عوالم Tekken وPersona وDragon Quest

هذا التنوّع جعل اللعبة تتجاوز حدود كونها لعبة نينتندو لتتحول إلى احتفال شامل بتاريخ صناعة الألعاب العالمية، حيث يتقابل أبطال من مختلف الأجيال والمنصات في ساحة واحدة. رؤية Mario يواجه Sonic أو Cloud يقاتل Link كانت فكرة خيالية منذ سنوات، لكنها أصبحت حقيقة ملموسة هنا.

وبينما تفيض اللعبة بالمحتوى من أطوار جانبية ومهام فردية وتحديات وموسيقى وأطوار جماعية عبر الإنترنت، يبقى جوهرها الحقيقي هو ذلك الإحساس بالاحتفال بعالم الألعاب بأكمله — بماضيه وحاضره ومستقبله.

من الناحية التقنية، Super Smash Bros. Ultimate هي إنجاز هندسي وفني مذهل؛ فهي تعمل بثبات وسلاسة حتى في أكثر اللحظات ازدحامًا على الشاشة، وتقدم مستوى رسومي رائعًا يحافظ على هوية كل شخصية رغم اختلاف أسلوبها الفني الأصلي. كما أن الموسيقى التصويرية  التي تضم مئات المقطوعات من تاريخ الألعاب  تُعد بمثابة متحفٍ سمعي لعشاق الصناعة.

Super Smash Bros. Ultimate ليست مجرد لعبة قتال، بل هي تحية حب لعالم الألعاب بكل تنوعه وغناه. إنها عنوان جمع المستحيل، وجعل من الحلم القديم بأن ترى كل الأبطال معًا في مكانٍ واحد واقعًا نابضًا بالحياة. وجودها وحده يُعتبر إنجازًا مذهلًا، أما تجربتها، فهي تذكير دائم بعظمة نينتندو وقدرتها على تحويل المتعة إلى فنٍ خالد.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *