السعودية: تحديث نظام تقييم الطلاب في التعليم العام
أعلنت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية عن بدء تنفيذ آلية جديدة لتقييم الطلاب في مراحل التعليم العام اعتبارًا من صباح يوم الخميس الأول من شهر جمادى الأولى لعام 1447هـ. تهدف هذه الآلية إلى تحسين دقة وشمولية عملية احتساب درجات النجاح والرسوب من خلال تضمين عناصر تقييمية متنوعة.
يسعى القرار الجديد إلى تعزيز مخرجات التعليم وتطوير مهارات الطلاب الأكاديمية والسلوكية عبر تقييم مستمر يعكس أداء الطلاب طوال الفصل الدراسي، وليس مقتصرًا فقط على نتائج الاختبارات النهائية. وفقًا للوزارة، سيتم بدء رصد درجات أعمال السنة لجميع المواد الدراسية اعتبارًا من يوم الخميس، مما يتضمن الاختبارات القصيرة، الواجبات الأسبوعية، المشاركات الصفية، ومهام الأداء العملي.
تفاصيل نظام التقييم المعاد تصميمه
أكدت الوزارة أن هذا التوجه يأتي في إطار تطوير نظام التقويم الدراسي ليتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 وخطط التحول التعليمي التي تركز على تعزيز مهارات التفكير والتحليل لدى الطلبة. ستحظى أعمال السنة بنصيب أكبر من الدرجات، حيث ستشكل ما بين 50% و60% من التقييم الكلي، بينما ستخصص النسبة المتبقية للاختبارات التحريرية النهائية.
يشمل التقييم العناصر المتعددة مثل الأداء في المواد العلمية، المشاريع الجماعية، الأنشطة البحثية، والانضباط السلوكي داخل المدرسة. كما سيكون النظام الجديد منفتحًا أمام المعلمين لتقييم الأداء بناءً على مهارات التفكير النقدي والإبداعي، بعيدًا عن الاعتماد على الحفظ والتلقين.
ستستخدم الوزارة منصات إلكترونية حديثة لتسجيل الدرجات ومتابعة أداء الطلاب أسبوعيًا، مما سيتيح لأولياء الأمور متابعة تقدم أبنائهم عبر نظام “مدرستي”. في إطار تنفيذ هذه الآلية، تم إطلاق برامج تدريبية للمعلمين والمشرفين لتعريفهم بكيفية تطبيق التقييم الجديد وضمان الدقة والشفافية في رصد الدرجات.
ستقوم فرق ميدانية بزيارات دورية للمدارس لمراقبة تفعيل النظام الجديد وتقديم الدعم الفني عند الحاجة، مع التركيز على بناء ثقافة تعليمية تسهم في تطوير مهارات الطلاب وتنميتهم.
من المتوقع أن يسهم هذا القرار في تقليل الضغط النفسي الملقى على الطلاب أثناء فترة الاختبارات النهائية، حيث سيصبح النجاح يعتمد على الأداء الكلي خلال الفصل الدراسي. يعتقد الخبراء أن هذا التحول سيمكن الطلاب من الاكتشاف الفعلي لقدراتهم ويشجعهم على الاستمرار في التحصيل الأكاديمي طوال العام الدراسي، مما يقلل من الاعتماد على المذاكرة المكثفة في نهاية العام فقط.