
حملة أوزنها للتوعية بالسمنة
أطلق مجلس الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي حملة توعوية جديدة تحمل اسم (أوزنها) تهدف إلى توعية الأطفال واليافعين الذين تتراوح أعمارهم بين 0-19 عامًا، بالإضافة إلى أولياء الأمور والمجتمع الخليجي بمختلف فئاته. تسعى الحملة إلى رفع الوعي بمخاطر السمنة وأهمية التغذية الصحية، وتعزيز الثقة بالنفس والمظهر الإيجابي لدى الأجيال الصاعدة.
التوعية بالمخاطر الصحية المرتبطة بالسمنة
تركز الحملة على إبراز المخاطر الصحية والجسدية والاجتماعية المرتبطة بالسمنة، مع تسليط الضوء على أهمية التغذية المتوازنة والنشاط البدني كوسائل للوقاية. كما تهدف الحملة إلى تعزيز تقبل الذات وصورة الجسم بعيدًا عن الصور المثالية والتي لا تعكس الواقع، وتعمل على تمكين الأفراد والأسر من اتخاذ خيارات غذائية سليمة من خلال محتويات تعليمية تفاعلية ودليل توعوي ومعلومات موجهة عبر المنصات الاجتماعية.
تقدم الحملة اختبارًا تفاعليًا يتكون من 12 سؤالاً يهدف إلى قياس مستوى الوعي لدى المراهقين وأولياء الأمور حول مفاهيم السمنة، التغذية، والمظهر. يستند ذلك إلى منهجية اجتماعية تأخذ بعين الاعتبار العوامل الشخصية والسلوكية والبيئية التي تؤثر على سلوك الأفراد. على ضوء نتائج هذا الاختبار، يحصل المشاركون على نصائح عملية ملائمة لزيادة وعيهم، بما يسهم في تعزيز القدرة على تبني نمط حياة صحي ومستدام.
تأتي هذه الحملة في وقت تعود فيه المؤشرات العالمية والإقليمية بإحصائيات مقلقة، حيث تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى تضاعف معدلات السمنة بين البالغين، وارتفاعها بشكل كبير بين الأطفال والمراهقين. وفي دول مجلس التعاون الخليجي، تبين الدراسات أن معدلات السمنة تتجاوز بكثير المتوسط العالمي.
يوصي مجلس الصحة الخليجي بضرورة اتباع نمط حياة متوازن يجمع بين تغذية صحية ونشاط بدني منتظم للوقاية من السمنة وتعزيز صحة الأفراد. تتضمن هذه التوصيات ممارسة 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أسبوعيًا للبالغين، و60 دقيقة يوميًا للأطفال والمراهقين. كما يُشدد على أهمية تناول غذاء متنوع يعتمد على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، مع تقليل تناول السكريات والدهون المشبعة.
يركز المجلس أيضًا على أهمية العادات الصحية اليومية، مثل اختيار الأطعمة الصحية ومراقبة فترات الجلوس الطويلة وتجاوز الوقت المخصص للشاشات. كما تبرز الحملة مخاطر الإفراط في استهلاك المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، وما ينجم عن ذلك من تأثيرات سلبية على الصحة.
تتناول الحملة أيضًا مسألة المظهر الخارجي لدى الأطفال واليافعين كجزء من هويتهم الاجتماعية، مشددة على أن التركيز المبالغ فيه على هذا الجانب قد يؤدي إلى مشاعر القلق والاكتئاب. يؤكد مجلس الصحة الخليجي أن هذه الحملة تتطلب تضافر الجهود من المدارس والهيئات الصحية والمجتمع المدني، وذلك لضمان قوة تأثيرها وانتشار رسائلها بشكل فعّال بين مختلف فئات المجتمع.