يمكن قراءة الجزء الأول هنا
تحسين وتسريع الحركة في Battlefield 6
تحسين نظام الحركة يمكن أن يجعل القتال البري أكثر متعة وتوازناً بين الواقعية والحماس
تُعد مشكلة الحركة البطيئة في Battlefield 6 واحدة من أكثر النقاط التي أثارت الجدل بين المجتمع منذ إصدار اللعبة، ويبدو أن هذا الجدل لن يهدأ قريباً. فمنذ مرحلة البيتا التجريبية، لاحظ اللاعبون أن نظام الحركة في اللعبة أصبح أبطأ بشكل واضح مقارنة بالأجزاء السابقة، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بسرعة الجري، وسلاسة الانتقال من الركض إلى التصويب، أو من وضع الحركة إلى إطلاق النار. هذه الملاحظات لم تأتِ من فراغ، إذ إن اللاعبين شعروا أن اللعبة فقدت شيئاً من حيويتها وسرعتها المعهودة، وهو ما جعل المعارك البرية تبدو أحياناً أقل ديناميكية مما اعتاد عليه جمهور Battlefield.
ورغم ذلك، لا يمكن إنكار أن فريق التطوير DICE اتخذ خطوات إيجابية في بعض الجوانب، مثل تقليل القفز المتكرر أو ما يعرف بـ Bunny Hopping، الذي كان يستغله بعض اللاعبين بشكل مبالغ فيه في الإصدارات السابقة لتسريع الحركة بشكل غير طبيعي. كما تم إلغاء قدرة اللاعبين على تعزيز الزخم عبر القفز المتتالي، وهو تعديل ساعد بالفعل على جعل التجربة أكثر توازناً وأقرب إلى الواقعية. ومع ذلك، فإن إبطاء سرعة الركض الأساسية وبطء الانتقال إلى وضع التصويب أو إطلاق النار جعلا من تجربة الحركة في اللعبة موضوعاً مثيراً للانقسام داخل المجتمع.
عدد كبير من اللاعبين يرى أن بطء الحركة المبالغ فيه ينتقص من متعة اللعب الجماعي ويجعل الاشتباكات القريبة (Close-Quarters Combat) أقل حماساً. في المقابل، هناك من يرى أن الحركة الواقعية والبطيئة تمنح Battlefield طابعاً أكثر جدية وتميزها عن ألعاب التصويب الأخرى مثل Call of Duty التي تميل إلى السرعة الفائقة. هذه الثنائية بين الواقعية والحماس هي ما يجعل من توازن الحركة في Battlefield 6 مهمة معقدة جداً، لأن أي تعديل صغير في السرعة أو في زمن الاستجابة يمكن أن يغيّر شكل التجربة بالكامل.
الحل الأمثل هنا لا يكمن في جعل اللعبة أسرع بشكل مبالغ فيه أو أبطأ مما هي عليه الآن، بل في إيجاد توازن دقيق بين الواقعية والسلاسة. يمكن لفريق التطوير مثلاً تقليل العقوبات المرتبطة بالحركة، مثل زمن الخروج من الجري إلى التصويب (Sprint-Out Time) الذي يجعل اللاعب عرضة للخطر في اللحظات الحرجة، أو تسريع عملية رفع السلاح بعد الانزلاق أو الالتفاف. كذلك، يمكن إدخال زيادة طفيفة في سرعة الركض الأساسية بنسبة 10% تقريباً، بحيث تمنح اللاعبين إحساساً أفضل بالتحكم دون أن تؤثر على طابع اللعبة التكتيكي.
إضافة إلى ذلك، تحسين التحركات الانتقالية (Transitions) مثل القفز فوق العقبات أو الزحف عبر الفتحات يجب أن يكون أكثر سلاسة، لأن هذه التفاصيل الصغيرة تُحدث فرقاً كبيراً في تجربة اللعب الكلية. في معارك Battlefield، حيث المسافات الواسعة وتعدد الطبقات في الخرائط، فإن الحركة السريعة والمتقنة ليست مجرد رفاهية، بل هي ضرورة تكتيكية.
تسريع نظام الحركة في Battlefield 6 سيُعيد الشعور بالتحكم الكامل الذي أحبّه اللاعبون في Battlefield 3 وBattlefield 4، وسيجعل التنقل بين النقاط والاشتباك مع الأعداء أكثر انسيابية ومتعة. وعندما تتحسن الحركة، يتحسن كل شيء آخر تبعاً لذلك من وتيرة القتال، إلى شعور السلاسة في الانتقال من موقف الدفاع إلى الهجوم.
إن تحسين الحركة ليس مجرد تعديل تقني بسيط، بل خطوة جوهرية تعيد الحيوية والواقعية المتوازنة إلى قلب تجربة Battlefield، لتصبح اللعبة أكثر قرباً من تطلعات جمهورها الذي ينتظر دائماً معركة تجمع بين الواقعية التكتيكية والإثارة السينمائية في آنٍ واحد.
إبطاء وقت القتل (Time-to-Kill) في Battlefield 6
تعديل معدل الـTTK قد يقلل فجوة المهارة ويجعل المواجهات أكثر توازناً
يُعد معدل الوقت اللازم للقتل (Time-to-Kill أو TTK) في لعبة Battlefield 6 من أكثر الجوانب التي أثارت الجدل بين اللاعبين، تماماً مثل مسألة الحركة البطيئة. فبينما يرى البعض أن الـTTK السريع يمنح اللعبة طابعاً واقعياً ومكافأة أكبر للدقة والمهارة، يشعر آخرون أن هذا السرعة تحرم اللاعبين من فرص الرد أو المناورة في أثناء الاشتباكات، خصوصاً عند مواجهة لاعبين ذوي خبرة عالية.
في الإصدارات السابقة من السلسلة، كان هناك توازن واضح بين الواقعية وسرعة الاشتباك، لكن في Battlefield 6، يلاحظ الكثير من اللاعبين أن القتل يحدث بسرعة شديدة لدرجة أن بعض المعارك تنتهي قبل أن يتمكن الطرف الثاني من حتى رفع سلاحه أو تغيير موقعه. هذه المعضلة لا تتعلق فقط بمهارة التصويب، بل أيضاً بعناصر أخرى مثل معدلات الضرر لكل سلاح (Damage Profiles)، ومدى فعالية الأسلحة عبر المسافات، ومعدل اختراق الدروع أو السترات الواقية، وهي كلها عناصر تؤثر بشكل مباشر على تجربة المواجهات.
من الناحية الواقعية، يمكن القول إن الـTTK السريع يضيف طابعاً تكتيكياً ويكافئ اللاعبين الدقيقين الذين يعرفون كيف يستغلون مواقعهم ويطلقون النار بدقة. ومع ذلك، في سياق معارك Battlefield الواسعة والفوضوية، قد يؤدي هذا النظام إلى تجربة محبطة للاعبين الجدد أو أولئك الذين يحبون أسلوب اللعب الجماعي طويل الأمد، حيث يجدون أنفسهم يُقتلون فور ظهورهم تقريباً دون أي فرصة للرد أو حتى المراوغة.
وهنا تكمن أهمية إيجاد توازن دقيق بين الواقعية واللعب العادل. إن تخفيف معدل الضرر العام لبعض الأسلحة بنسبة بسيطة، أو زيادة الوقت المطلوب لقتل الخصم بجزء من الثانية فقط (مثلاً من 0.35 إلى 0.5 ثانية)، يمكن أن يحدث فرقاً جوهرياً في التجربة العامة دون المساس بإحساس الواقعية. كما أن إعادة ضبط ملفات الضرر لبعض الأسلحة القوية جدًا — مثل M87A1 الذي يُعتبر حالياً من أكثر الأسلحة فتكاً في اللعبة — يمكن أن يقلل من فجوة المهارة بين اللاعبين المتمرسين والجدد.
تطبيق نظام تدرّجي للـTTK أيضًا قد يكون حلاً ذكياً، بحيث تكون الأسلحة الخفيفة أسرع قليلاً في القتل ضمن المسافات القريبة، بينما تقل فاعليتها تدريجياً مع زيادة المدى، مما يجبر اللاعبين على اختيار أسلحتهم بعناية وبما يتناسب مع أسلوب لعبهم. هذا النوع من التوازن هو ما جعل Battlefield 4 وBattlefield 1 محبوبتين بين اللاعبين، لأن كل مواجهة كانت تمنح فرصة واقعية للرد والتفاعل.
وفي النهاية، فإن إبطاء معدل القتل في Battlefield 6 لا يعني جعل اللعبة أبطأ أو أقل واقعية، بل هو محاولة لإعادة التوازن إلى جوهر أسلوب اللعب. فالمعارك في Battlefield يجب أن تمنحك الوقت الكافي للتفكير، والمناورة، والتعاون مع فريقك، وليس مجرد سباق على من يضغط الزناد أولاً. وإذا نجح فريق التطوير في ضبط هذا الجانب، فسيمنح اللاعبين تجربة أكثر عدلاً، وأقل إحباطاً، وأكثر متعة سواء في الأطوار الجماعية الكبيرة مثل Conquest وBreakthrough أو حتى في المواجهات الصغيرة التي تتطلب سرعة بديهة ودقة عالية.
تعديل معدل الـTTK بشكل محسوب سيكون خطوة مهمة لجعل اللعبة أكثر توازناً، ويعيد الشعور بالاشتباكات التكتيكية الممتدة التي طالما كانت السمة الأبرز في هوية Battlefield على مر السنين.
