دور الإمارات في تعزيز الأمن الغذائي العالمي
تحتفي دولة الإمارات، غداً، بـ«يوم الأغذية العالمي» الذي يصادف 16 أكتوبر من كل عام، مستمرة في قيادتها الرائدة لحشد الجهود الدولية من أجل تعزيز إنتاج الغذاء، وتأمين استدامة سلاسل الإمدادات الغذائية، ومكافحة الجوع في العالم. تأتي هذه المناسبة في وقت يعاني فيه نحو 673 مليون شخص من الجوع بسبب النزاعات والتغير المناخي والأزمات الاقتصادية، بينما يواجه حوالي 2.8 مليار شخص في العالم صعوبة في تحمل تكاليف الغذاء الصحي، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.
الجهود الإنسانية في مجال الغذاء
تواصل دولة الإمارات جهودها الاستثنائية في مواجهة أزمات نقص الغذاء التي تؤثر على ملايين الناس حول العالم، ومنها المساعدات الغذائية المقدمة للأشقاء الفلسطينيين في غزة في إطار «عملية الفارس الشهم 3»، حيث تم توفير أكثر من 90 ألف طن من المساعدات الغذائية حتى سبتمبر الماضي. كما ساهمت الإمارات في تخفيف معاناة الجوع والعطش في غزة من خلال إرسال مخابز أوتوماتيكية وتوفير الطحين والمستلزمات اللازمة لتشغيل المخابز الميدانية، بالإضافة إلى دعم المطابخ الميدانية وتقديم الوجبات الساخنة للعائلات المتضررة عبر أكثر من 50 تكية خيرية.
في يونيو 2024، وقعت دولة الإمارات اتفاقية مع برنامج الأغذية العالمي تقدمت من خلالها بمساعدات بقيمة 25 مليون دولار لدعم الشعب السوداني، بالإضافة إلى 5 ملايين دولار لمنظمة الأغذية والزراعة. هذا العام، بادرت الإمارات إلى إرسال مساعدات غذائية عاجلة إلى دول تأثرت بالكوارث الطبيعية مثل أفغانستان وميانمار والصومال، وأعلنت عن تحقيق مشروع لتوفير مليار وجبة للمحتاجين، والذي غطى 65 دولة، مع الاستعداد لتوزيع 260 مليون وجبة إضافية في العام المقبل.
تمثل مبادرة «الابتكار الزراعي للمناخ»، التي تطلقها الإمارات بالتعاون مع الولايات المتحدة، أحد التحركات الهامة لتسريع التحول نحو نظم غذائية مستدامة، حيث تم التعهد باستثمار 4 مليارات دولار عند إطلاقها في نوفمبر 2021، وزيادتها لاحقاً إلى أكثر من 13 مليار دولار في مايو 2023. كما انضمت الإمارات إلى مبادرة التطور الزراعي بقيادة المملكة المتحدة، والتي تهدف لجعل الزراعة المستدامة الخيار الرئيسي للمزارعين بحلول عام 2030، وأطلقت مبادرة ثلاثية التعاون مع البرازيل وكوبا لتعزيز الأمن الغذائي بقيمة 50 مليون دولار.
خلال مؤتمر الأطراف «COP28»، الذي استضافته الإمارات، تم التوقيع على إعلان بشأن الزراعة المستدامة، حيث تم حشد أكثر من 2.5 مليار دولار لدعم الأمن الغذائي في مواجهة تغير المناخ. محلياً، تحظى الزراعة والمزارعون بدعم كبير من القيادة، مما يعزز قدراتهم من خلال برامج تعزز الإنتاجية والجودة.
كما أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة «مجلس شباب الإمارات للزراعة» لدعم الابتكار والشباب في القطاع. وخلال «المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي 2025»، تم إطلاق «المتحف الزراعي الوطني» لتوثيق تاريخ الزراعة في الدولة. كذلك، تسعى دولة الإمارات لزيادة تسويق المنتجات الزراعية المحلية من خلال مبادرة تخصيص 50% من المشتريات الحكومية للمنتجات المحلية بحلول نهاية عام 2023، مع الهدف للوصول إلى 100% بحلول عام 2030. وتواصل الإمارات جهودها الاستراتيجية لتحقيق المرتبة الأفضل عالمياً في الأمن الغذائي بحلول عام 2051.
كما أطلقت الإمارات البرنامج الوطني «ازرع الإمارات» الذي يشمل مبادرات لتعزيز الإنتاج الزراعي المحلي. في خطوة مبتكرة، تم تطوير أكبر منطقة لوجستية عالمية لتجارة المواد الغذائية والخضروات، مع إنشاء سوق المواد الغذائية في دبي لدعم الأمن الغذائي. تشهد الإمارات مشاريع رائدة في الزراعة العضوية والعمودية، مثل «سبع سنابل» و«بستانك» التي تعد أكبر مزرعة عمودية، و«آيروفارمز AgX»، بالإضافة إلى مشروع «وادي تكنولوجيا الغذاء» الذي يهدف إلى مضاعفة إنتاج دبي الغذائي.
