أثبت شهر أكتوبر مجدداً سمعته كفترة حرجة في الأسواق المالية، حيث كانت الخسارات هذه المرة في عملة البيتكوين، التي تراجعت بأكثر من 15% من قيمتها خلال ساعات قليلة، مقارنةً بأعلى مستوى لها الذي حققته قبل يومين فقط. هذا الانخفاض الحاد يتجاوز حتى الانهيار الذي شهدته بورصة وول ستريت في عام 1929، عندما سجل مؤشر “داو جونز” انخفاضًا بنحو 12.8%. وبذلك، يشير ما حدث للعملة المشفرة الأكثر قيمة في السوق إلى انهيار حقيقي وليس مجرد تصحيح مؤقت كما يدعي بعض مؤيدي العملات الرقمية.
خسائر تفوق 150 مليار دولار
تراجعت عملة البيتكوين بنحو 5% لتسجل أسعارًا أقل من 110 آلاف دولار، بينما انخفضت عملة الإيثير بنسبة تفوق 9% لتصل إلى أقل من 3900 دولار. وعليه، فقدت سوق العملات المشفرة جماعيًا أكثر من 150 مليار دولار خلال 24 ساعة فقط. جاءت هذه الخسائر في أعقاب فرض قيود من جانب الصين على وحدات لإحدى الشركات الكورية الجنوبية في الولايات المتحدة، كاستجابة لإجراءات أمريكية استهدفت القطاع البحري الصيني، مما زاد من حدة التوترات التجارية بين البلدين.
تراجع كبير في القطاع المالي
شهدت سوق العملات المشفرة يوم الجمعة الماضي تصفية تفوق قيمتها 19 مليار دولار عبر مراكز الرافعة المالية. حيث أدت عمليات البيع الناتجة عن الذعر وقلة السيولة إلى تقلبات شديدة في الأسعار. وتعتبر هذه الأحداث بمثابة تنبيه للمستثمرين حول المخاطر المرتبطة بالاستثمار في سوق العملات المشفرة، التي لا تزال متقلبة وتخضع لتأثيرات خارجية قوية كالتوترات التجارية والسياسات الحكومية.
باختصار، أصبح من الواضح أن البيتكوين تواجه تحديات تتمثل في التقلبات السريعة والانخفاضات الحادة، مما يعكس واقع السوق في هذه الفترة الحرجة.
