
تترقّب جماهير الكرة العربية بشغف إحدى أبرز الأمسيات في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث يواجه المنتخب السعودي نظيره العراقي مساء اليوم (الثلاثاء) على ملعب “الإنماء” في مدينة جدة. تعتبر هذه المواجهة حاسمة في سباق التأهل، إذ يتعين على “الأخضر” تحقيق الفوز أو التعادل لضمان بطاقة التأهل مباشرة، بينما يحتاج المنتخب العراقي لتحقيق الفوز فقط للحفاظ على آماله بالتأهل دون الحاجة لحسابات الملحق.
تتراكم الأسئلة حول من سيتمكن من الصمود تحت الضغط ومن سيحسم مصيره بيده، ومن هنا كان من الضروري الاستعانة بخبير يعرف خفايا كرة القدم الخليجية والعربية لتحليل المشهد ورسم ملامح المعركة المرتقبة. المدرب المخضرم جورفان فييرا، البرتغالي المعروف، هو من تولى قيادة منتخب العراق إلى تحقيق نجاحات قارية، مثل التتويج بكأس آسيا 2007، وقد تولى إدارة عدة أندية ومنتخبات في الخليج، مما يُعطيه نظرة متعمقة عن هذه المنافسة.
تحليل استعداد “الأخضر” للمواجهة
عند التفكير في مباراة حاسمة كهذه، لا يمكن التركيز فقط على الجاهزية البدنية، بل يتطلب الأمر أيضاً استحضار الجانب العقلي. المنتخب السعودي يتمتع بالتنظيم الجيد ويدرك أهمية المباراة، حيث كان لديهم أداء متفانٍ أمام إندونيسيا، ورغم إمكانية إدارة اللقاء بشكل أفضل، أظهر اللاعبون مهاراتهم وقدرتهم على الانضباط.
نقاط القوة في المنتخب السعودي
تُعتبر جودة اللاعبين العامل الأهم في هذه المواجهة. على الرغم من التحديات التي واجهتهم في بداية التصفيات، إلا أن “الأخضر” أثبتوا قدرتهم على الفوز، كما ظهر في مباراة إندونيسيا. الروح القتالية والإصرار على النجاح قد تشكل الفرق في مواجهة العراق.
العراق يُعَدّ فريقاً قويًّا، خصوصاً في الهجمات المرتدة، لذا يجب على “الأخضر” التركيز على التنظيم الدفاعي وتقليل المساحات بين خطوطه. إذا نجحوا في الحفاظ على التوازن بين الدفاع والهجوم، فستكون لديهم أفضلية في اللقاء.
لدى سؤال يتعلق بالخطة التي يجب اتباعها، فإن التركيز على الضغط العالي والحفاظ على التقارب بين الخطوط يعتبر استراتيجية فعالة. يجب الحذر من التحولات السريعة للعراق، حيث إن أي مساحة مُعطاة قد تُستغل بفاعلية.
من جهة المدرب هيرفي رينارد، يُعتبر مدرباً ممتازاً ولديه فهم جيد لطبيعة اللاعبين السعوديين. قد تكون التحديات الحالية تتعلق بعدم انتظام بعض اللاعبين، ولكن فلسفته تتناسب مع أسلوب اللعب السعودي.
العوامل المؤثرة على المباراة
ضغط الجماهير والإعلام يُعدّ من العوامل المهمة، ولكن اللاعبين السعوديين متأقلمين مع هذه الأجواء بسبب خبرتهم في الأندية الكبيرة والمنافسات القارية، مما يعزز نضوجهم وقدرتهم على التعامل مع المواقف الصعبة. العوامل النفسية تلعب دورًا كبيرًا، إذ يمكن أن يكون التعامل الجيد مع الضغط نقطة حاسمة.
إذا تأهلت السعودية إلى كأس العالم 2026، فسيكون من الضروري بناء مشروع طويل الأمد والاستعداد المبكر للمنافسات المقبلة. التعليم والتطوير المستمر هما المفاتيح الأساسية للتقدم في المسيرة القادمة.