الارتباط بين السياسة والرياضة في قمّة شرم الشيخ
بعيدًا عن التعقيدات المرتبطة بمفاوضات قمّة شرم الشيخ المصرية للسلام ومحاولات إنهاء الحرب في غزة، تواجد جانب خفيف في هذه الفعالية، حيث كان من أغرب المشاهد حضور رئيس منظّمة “فيفا”، جياني إنفانتينو، والذي يعد من أبرز الشخصيات في عالم كرة القدم. وقد أثار حضور إنفانتينو تساؤلات بين عدد من الصحافيين الرياضيين على منصّة “إكس”، بشأن السبب الذي دعاه للظهور في قمة ذات طابع سياسي وأمني.
لم تتضح الأسباب المباشرة لحضور رئيس “الفيفا”، لكن بعض التقارير، مثل تلك التي أوردتها “بلومبرغ”، تشير إلى علاقته الشخصية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي أعرب عن دعمه لإنفانتينو في مناسبات عدة، بما في ذلك تأييده لترشيحه لجائزة نوبل للسلام.
أثناء القمة، شكر ترمب إنفانتينو على جهوده في دعم مساعي وقف إطلاق النار في غزة، معبرًا عن أنّ وجوده في القمة يدل على أن السّلام لا يقتصر على السياسيين، بل يمتد ليشمل جميع أصحاب التأثير العالمي. هذا الأمر أعاد فتح النقاش حول الخلط بين السياسة والرياضة، والذي يعتبر موضوعًا قديمًا ومتجدّدًا في نفس الوقت. إنفانتينو، الذي يتميز بكونه شخصية مثيرة للجدل، قال مؤخرًا في الجمعية العامة لأندية كرة القدم الأوروبية إنه رغم كون موضوع الحرب بعيدًا عن كرة القدم، فإنّ عالم الرياضة يتأثر بالأحداث السياسية.
التداخل بين السياسة والرياضة
رغم أن “فيفا” تتبنى شعار “لا خلط بين السياسة والرياضة”، إلا أن الواقع يشي بخلاف ذلك. من أبرز تجليات هذا التداخل، استبعاد روسيا من مسابقات كرة القدم تحت مظلة “فيفا” بعد بدء الحرب في أوكرانيا، وهو قرار يُظهر تأثير السياسة على الرياضة. هناك قوانين صارمة تحظر عرض الشعارات السياسية أو الدينية خلال المباريات الدولية، وقد تم تطبيق عقوبات على أندية ومنتخبات لمخالفتها هذه القوانين.
على الرغم من تبني “فيفا” سياسة عدم الخلط، إلا أنه لوحظ أيضًا أنها دعمت أو تغاضت عن رفع شعارات تدعم مجتمعات المثليين في أوروبا، مما يثير تساؤلات حول صحة موقفها من السياسة.
يمكن للرياضة أن تسهم في إشاعة السلام وتواصل الشعوب، ولكن يبقى ذلك وفق شرط عدم تجاوزها حدود ميادين اللعبة، مما يحافظ على فرادتها ومكانتها.
أتمنى أن تعود الأجواء السلمية لأهل غزة، وأن تُقام مباريات كرة القدم في ملاعبها، مع النظر إلى إمكانيات أخرى في مجالات الرياضة.