أسوأ نُسخ ألعاب منقولة من جهاز لآخر – الجزء الأول

أسوأ نُسخ ألعاب منقولة من جهاز لآخر – الجزء الأول

كانت هناك ألعاب في البداية حصرية، متاحة فقط على جهازٍ واحد. ولكن بعد أن حققت أرباحًا كبيرة، بذلت شركات الألعاب قصارى جهدها لضمان أن تتوفر هذه الجواهر على أنظمتها.

ورغم أن عملية النقل تبدو وسيلة سهلة لكسب المال من الناحية النظرية، فإنها في الواقع كابوسٌ حقيقي. فإذا لم يكن النظام الأضعف مصممًا خصيصًا للعبة معينة، فمن المرجح أن تتأثر الرسومات والأداء. وإذا كانت اللعبة تعتمد على وحدة تحكمٍ معينة، فستجد المنصات الأخرى صعوبة في التكيّف معها.

ias

وبناءً على هذه المخاوف، من الضروري أن يأخذ المطورون وقتهم الكافي حتى يكون الإصدار المنقول قريبًا قدر الإمكان من النسخة الأصلية.

لكن للأسف، قد تكون هذه مهمةً شبه مستحيلة إذا قام المسؤولون بالضغط على المطورين وإجبارهم على اختصار العمل في الوقت الذي ينبغي فيه التحقق من كل تفصيلة ثلاث مرات.

وإذا فكرت في شراء لعبة فيديو حصلت على مراجعاتٍ مبهرة، فسيكون من الحكمة أن تتأكد جيدًا من تقييمها على جهازك الخاص. فبغض النظر عن مدى جودة لعبة تقمص الأدوار أو القتال أو العالم المفتوح، قد تكون هناك نسخة واحدة منقولة أفسدتها تمامًا.

Resident Evil 4 : Mobile Edition (Zeebo)

بما أن لعبة Resident Evil 4 تُعد واحدة من أكثر ألعاب الفيديو التي تم نقلها إلى منصاتٍ متعددة، فمن السهل أن ننسى أنها بدأت كلعبةٍ حصرية على جهاز GameCube فقط. ولكن بعد أن لاقى هذا الجزء المليء بالزومبي إشادةً كبيرة واعتُبر تحفة فنية، قررت شركة Capcom طرح لعبتها الرابحة على كل منصة يمكن تخيّلها.

لكن نقل Resident Evil 4 إلى جهاز Zeebo كان خطوةً مبالغًا فيها، خصوصًا أن معظم الناس لا يعرفون حتى بوجودها عليه. كان عتاد هذا النظام الترفيهي، الذي توقّف إنتاجه، محدودًا للغاية لدرجة أن المطورين كان بإمكانهم إطلاق لعبة تصويب على الزومبي نفسها على جهاز Commodore القديم ولن يكون هناك فرق كبير.

أزالت نسخة Resident Evil 4: Mobile Edition المشاهد السينمائية وعددًا من الأعداء البارزين وبعض أفضل الأسلحة. كما تم حذف الدماء من اللعبة، مما يثير التساؤل حول سبب إقدام Capcom أصلًا على نقل لعبة مصنّفة للبالغين بعمر 18 عامًا.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد تغيّر أسلوب اللعب جذريًا. بدلًا من التنقّل بين المناطق بحرية، أصبحت كل منطقة منفصلة عن الأخرى. وبعد إنهاء كل قسم، ينتقل اللاعب تلقائيًا إلى القسم التالي، مما أفسد تمامًا الإحساس بالاندماج.

كما أُزيلت العديد من المراحل الأساسية، حتى أصبح بالإمكان إنهاء الحملة الرئيسية في ثلاث ساعات فقط.

ورغم أن Capcom أطلقت Resident Evil 4 على منصاتٍ أخرى حتى يتمكن عدد أكبر من اللاعبين من تجربتها، فإن النسخة المخصصة للهواتف لم تكن سوى خطوة بدافع الجشع.

SimCity 2000 (Sega Saturn)

كانت شركة Sega واثقة إلى حدٍ كبير بأن لعبة SimCity 2000 ستحقق نجاحًا كبيرًا على جهاز Saturn، إذ كانت من أوائل الألعاب التي تم الإعلان عنها للجهاز.

وعلاوةً على ذلك، تميّز هذا الإصدار بإضافاتٍ حصرية، منها الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد، والمؤثرات الصوتية المحسّنة، ومقاطع الفيديو FMV. وعلى الرغم من أن لعبة محاكاة بناء المدن هذه تم نقلها إلى أكثر من اثنتي عشرة منصة، فإن نسخة Saturn كانت تبدو في البداية الأفضل بينها جميعًا.

لكن كل تلك المزايا الحصرية فقدت قيمتها لأن Sega أفسدت أهم عنصرٍ في اللعبة وهو أسلوب اللعب. فبسبب الرسومات الضبابية، يصبح من الصعب معرفة ما الذي تنقر عليه في معظم الأحيان. كما أن الشريط الجانبي الضخم يغطي ما يقارب نصف الشاشة، مما يمنعك حتى من الاستمتاع بمشاهدة مدينتك التي تبنيها. وعلى الرغم من أن هذه النسخة من SimCity 2000 احتوت على ميزاتٍ إضافية، فإنها كانت تفتقر إلى عناصر أساسية مثل نظام الكوارث (الذي أُضيف لاحقًا في حزمة التوسعة).

وللأسف، يزداد أسلوب اللعب سوءًا مع مرور الوقت، إذ يؤدي توسيع المدينة إلى بطءٍ شديد في الأداء. وكلما قمت ببناء المزيد، أصبح التباطؤ أكثر وضوحًا حتى تفقد اللعبة متعتها سريعًا. ونتيجة لذلك، يتخلى معظم اللاعبين عن اللعبة قبل أن يتمكنوا من إكمال مدينتهم.

Batman: Arkham Knight (PC)

حصلت لعبة Batman: Arkham Knight على قدرٍ هائل من الضجة قبل صدورها، لأنها كانت تمثّل الفصل الأخير في أكبر سلسلةٍ طوّرتها شركة Rocksteady. (ولنُوضّح، فإن لعبة Suicide Squad: Kill the Justice League لا تُحسب ضمنها). وباستثناء المقاطع الطويلة والمجهدة الخاصة بسيارة الـBatmobile، فقد كانت Arkham Knight خاتمةً مرضيةً للسلسلة.

لكن أي شخصٍ تعرّض لسوء الحظ ولعبها على جهاز الحاسوب الشخصي كانت له وجهة نظر مختلفة تمامًا. بسبب الكم الهائل من الأخطاء التقنية، يمكن للمرء أن يظن أن فارس الظلام قد استنشق غاز الخوف الخاص بـScarecrow.

حتى بطاقات الرسومات الأقوى لم تُحدث أي فرق أمام التقطّع المستمر، وانخفاض دقة الخامات الرسومية، وتراجع معدل الإطارات إلى 10 في الثانية، والانهيارات المتكرّرة. لقد كانت النسخة المنقولة إلى الحاسوب كارثية لدرجة أنها اعتُبرت غير قابلةٍ للعب فعليًا، مما اضطر الشركة إلى إيقاف مبيعات اللعبة حتى يتم إصلاحها.

وبعد عدة أشهر، أُعيد إصدار اللعبة مع وعودٍ من المطورين بأن جميع المشكلات الكبرى قد تم إصلاحها. ورغم أن التحديث حسّن الأداء العام والخامات وبعض المشكلات الأخرى، إلا أن Arkham Knight ظلّت تعاني من تأخّرٍ ملحوظٍ في الاستجابة، مما دمّر الجوانب الأساسية للّعب، خاصة القتال والقيادة والتحليق.

وبناءً على ذلك، لم يكن أمام Warner Bros. خيارٌ سوى أن تعرض استردادًا كاملًا للأموال لأي شخصٍ اشترى هذه النسخة المريعة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *