هل هو تقارب سعودي أم استراتيجية إماراتية للتسلل؟ تحليل التحول في توجه الانتقالي

هل هو تقارب سعودي أم استراتيجية إماراتية للتسلل؟ تحليل التحول في توجه الانتقالي

تحول مفاجئ في ولاء المجلس الانتقالي في جنوب اليمن

شهد المجلس الانتقالي، الذي يُعتبر سلطة الأمر الواقع في جنوب اليمن، تحولاً غير متوقع تجاه ولائه للقوى الإقليمية، وخصوصاً التحالف السعودي الإماراتي الذي يواصل التنافس على السيطرة على أهم المناطق الاستراتيجية في البلاد. تأتي هذه التغييرات بعد يوم واحد من تغريدة مستشار رئيس الانتقالي، عمرو البيض، التي اقترح فيها ضم محافظة حضرموت الغنية بالنفط إلى السعودية، مما أثار جدلاً واسعاً. كما أظهر المجلس في إحدى فعالياته صور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأعلام المملكة، وذلك خلال احتفالية بذكرى الثورة ضد الاحتلال البريطاني.

تغيرات في الانتماءات الإقليمية

هذا التحول الجذري يُعتبر الأول من نوعه منذ تأسيس المجلس الانتقالي بدعم إماراتي في عام 2016، ويعكس تحولاً غير متوقع تجاه الإمارات، التي كانت تعد أبرز داعم للمجلس، حيث لطالما ارتبطت رموزها وأعلامها بقادة المجلس ومن بينهم رئيسه عيدروس الزبيدي. جاء ذلك عقب مصالحة قادتها السعودية بين الزبيدي ورئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، والتي جاءت بعد أزمة كان من الممكن أن تقوض جهود السعودية لتوحيد القوى الموالية لها في الجنوب.

وفي الوقت نفسه، لم يتضح بعد ما إذا كان المجلس الانتقالي يسعى لكي يرد الجميل للسعودية أم تعكس هذه التحولات توجهاً جديداً مع ابتعاد الإمارات عنه. على الصعيد العملي، اتخذت الإمارات قراراً بوقف جميع تمويلات المجلس الانتقالي بما في ذلك رواتب مقاتليه، مما يشير إلى تركيزها على دعم وكيل جديد من أبناء صالح، في محاولة للتأثير على الوضع في المناطق الجنوبية. يعد إسقاط رموز الإمارات وأعلام الدولة في الفعاليات الأخيرة دليلاً على أن قادة المجلس بدأوا يدركون أن دورهم كتابع للإمارات قد انتهى.

علاوة على ذلك، تشير التحركات الأخيرة للمجلس الانتقالي، بما في ذلك تنظيم فعاليات جديدة في مديرية شبام بحضرموت، إلى أن المجلس يسعى للحصول على بعض الامتيازات مقابل تعاون أكبر مع السعودية، حتى وإن كان ذلك يتطلب تجاوز بعض خطوطها الحمراء. هذه الديناميكيات قد تغير بشكل جذري موازين القوة في الجنوب، مما يُبرز الأهمية الاستراتيجية لمحافظة حضرموت، وهو الأمر الذي يبقى مفتوحاً أمام المزيد من التطورات في المرحلة المقبلة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *