موسم الرياض 2025: وجهة عالمية للفعاليات الكبرى
منذ بدايته قبل ست سنوات، تحول موسم الرياض من مجرد فعالية موسمية إلى مشروع وطني ضخم يلخص التحول الثقافي والاقتصادي الذي تشهده المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030. يجسد الموسم قدرة القائمين عليه على بناء صناعة ترفيهية متكاملة تُسهم في تنويع الاقتصاد وتعزز جودة الحياة. ومع اطلاعي على خارطة الموسم في نسخته الجديدة لعام 2025، شعرت بفخر كبير تجاه استمرار تأكيد مكانة الرياض كعاصمة عالمية للفعاليات الكبرى، وكمركز للثقافة والإبداع والابتكار. العاصمة، التي تتزين سنوياً بالأضواء والبهجة، أصبحت بالفعل وجهة عالمية تُشكل ملتقى لثقافات الشعوب وتجاربها، معبرة عن الروح السعودية الأصيلة.
مهرجان الرياض: تجربة حضارية متكاملة
انطلق الموسم الجمعة الماضية ليُقدم أكثر من 11 منطقة رئيسية مصممة لتوفير تجارب فريدة للزوار. يعتبر بوليفارد رياض سيتي القلب النابض للفعاليات، بينما تُعد ونتر وندرلاند رمز عوالمها الأوروبية الساحرة، والدرعية التاريخية تعرض التراث بأسلوب عصري، بالإضافة إلى 34 معرضاً ومهرجاناً و15 بطولة عالمية. هذه الفعاليات تشير بوضوح إلى أن صناع الموسم لا يركزون على الترفيه فقط، بل يصنعون تجربة حضارية شاملة وقطاعاً اقتصادياً مؤثراً.
إن الأرقام تدل على تميز فريد، حيث استقبل الموسم حوالي 19 مليون زائر من 135 دولة، وسجلت قيمة العلامة التجارية 3.2 مليار دولار، وأكثر من 25 ألف وظيفة مباشرة أُتيحت، فضلاً عن 110 مليارات انطباع إعلامي عالمي. هذه المؤشرات بلا شك تعزز حضور المملكة كقوة رائدة في صناعة الترفيه ومركز جذب عالمي يُضاهي أهم العواصم الدولية.
كما أنني أُعجبت بمشاركة الكفاءات الوطنية، حيث تشارك أكثر من 2100 شركة محلية، تمثل 95% من إجمالي الشركات المنظمة، مما يُظهر ثقة القيادة في قدرات الشباب وحرصها على تمكينهم لقيادة المشهد الإبداعي.
باختصار، أرى أن موسم الرياض 2025 ليس مجرد حدث ترفيهي، بل يُعبر عن رسالة للعالم توضح أن السعودية تُساهم في صناعة الفرح واستثمار الإبداع كقيمتين اقتصاديتين وثقافيتين. فعبر العروض الحية، والمؤتمرات العالمية، والتجارب التفاعلية، تُثبت الرياض أنها ليست مجرد مُتابعة لخريطة الترفيه العالمية بل ترسمها، مما يُمكن الآخرين من الاقتداء بخطواتها واستلهام تجربتها في بناء مستقبل يجمع بين المتعة والتنمية.