
متابعة الانتخابات وتحقيق النزاهة
أكد محمد ممدوح، رئيس مجلس إدارة مجلس الشباب المصري، أن عملية متابعة الانتخابات تتجاوز مجرد الوجود الرمزي داخل اللجان، بل تتطلب تحضيراً دقيقاً وتخطيطاً شاملاً. وقد تم وضع خطة تدريبية تجمع بين الأبعاد الحقوقية والعملية لتأهيل المراقبين والمتابعين.
ضمانات نزاهة العملية الانتخابية
وأوضح ممدوح أن الخطة تستند إلى قاعدة معرفية قوية، تتعلق بالراصدين والمتابعين وفقًا للإطار القانوني المنظم للانتخابات. كما تسهم في توفير شرح مبسط للمعايير الدولية التي تكفل نزاهة العملية الانتخابية، مركزة على مبادئ أساسية مثل حق كل مواطن في الإدلاء بصوته بحرية وضرورة سرية الاقتراع وتكافؤ الفرص بين المرشحين ومنع أي تأثير غير مشروع على إرادة الناخب. ويجب على المتابع الميداني أن يدرك أنه ليس مجرد شاهد، بل هو ضامن لشفافية العملية الانتخابية.
وأضاف ممدوح أنه بعد الجانب النظري، يتم الانتقال إلى الجانب العملي من خلال ورش محاكاة لليوم الانتخابي تشمل مراحل فتح اللجان، وغلق الصناديق، والفرز. كما يتعرض الراصد لمواقف افتراضية تساعده على التعرف على كيفية التصرف في حالات مثل تأخر فتح اللجنة أو وجود أشخاص من ذوي الإعاقة أو حالات الدعاية الانتخابية غير المسموح بها. الهدف هو تجهيز المتابعين نفسياً وفنياً لدخول اللجان يوم الاقتراع.
الرقمنة كأداة لمراقبة الانتخابات
وفيما يتعلق بالرقمنة، أشار ممدوح إلى أنها تعد جزءاً أساسياً من العمل في المجلس. حيث تم تطوير نظام إلكتروني يمكن المراقبين من رفع ملاحظاتهم بشكل فوري مع تضمين الموقع الجغرافي، مما يسمح بمتابعة آلاف اللجان في آن واحد وتقديم تقارير لحظية. كما يتم استخدام تحليل البيانات لرصد أي مشاكل متكررة. تعتبر الرقمنة هنا ضمانة إضافية للشفافية والسرعة في العملية الانتخابية.
التنسيق مع الهيئة الوطنية للانتخابات
وأكد ممدوح أن الهيئة الوطنية للانتخابات تمثل الأساس في أي عملية انتخابية، حيث أن دور مجلس الشباب المصري تكاملي وليس بديلاً عنها. التنسيق بينهما يتم على عدة مستويات، منها إخطار التصاريح الرسمية لمتابعينا الميدانيين، مما يعزز التواجد القانوني داخل اللجان. كما يتم المشاركة في الاجتماعات التمهيدية لدراسة القواعد والضوابط المتعلقة بالانتخابات، والتواصل المباشر أثناء سير العملية الانتخابية لحل أي قضايا قد تطرأ.
وشدد ممدوح على أن نجاح أي متابعة انتخابية يعتمد على علاقة قائمة على الشفافية والاحترام المتبادل، وهذا ما أثبتته التجربة مع الهيئة الوطنية.
تعزيز الوعي الانتخابي عبر المجتمع المدني
أوضح ممدوح أن المجتمع المدني يلعب دوراً محورياً في توصيل المعلومات للمواطنين، خاصة في المناطق النائية حيث قد يفتقر المواطنون لوسائل الإعلام الحديثة. من خلال الحملات التوعوية، يسعى المجلس لتحفيز المواطنين على المشاركة في العملية الانتخابية، مستخدمين أساليب متنوعة مثل الجلسات النقاشية والعروض المسرحية لتبسيط أهمية صوتهم.
تشجيع مشاركة الشباب والنساء
بينما حققت مصر تقدماً ملحوظاً في تمكين الشباب والنساء في البرلمان، يظل التحدي هو الانتقال من التمثيل الكمي إلى التمكين النوعي. يتطلب ذلك برامج مستمرة لإعداد الشباب وتمكين النساء من خلال دعم مالي وإعلامي أفضل.
ضمان وصول المعلومات الانتخابية بكل فئات المجتمع
وشدد ممدوح على ضرورة ضمان مشاركة الجميع في العملية الديمقراطية، مستشهداً بالالتزامات القانونية والدولية التي تسعى لتأمين حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. وشملت المقترحات العملية إصدار كتيبات إرشادية بلغة برايل وإنتاج فيديوهات بلغة الإشارة لتسهيل الوصول إلى المعلومات الانتخابية.
التواصل المحايد مع الأحزاب السياسية
أشار ممدوح إلى أهمية التواصل مع الأحزاب السياسية بشكل محايد، لخلق بيئة تنافسية تشجع على الحملات الانتخابية العادلة. المحاور الثلاثة الرئيسية عند الحوار مع الأحزاب تتمحور حول الالتزام بالقوانين والدعوات الانتخابية، فتح القوائم الانتخابية للمشاركة الفاعلة، وتعزيز المنافسة عبر البرامج والرؤى بدلاً من المال السياسي.