

ودعت فلسطين أحد أبرز وجوهها الإعلامية الشابة، الصحفي والمصور صالح الجعفراوي، الذي ارتقى مساء الأحد خلال أداء واجبه المهني في تغطية الأحداث الميدانية بحي الصبرة في مدينة غزة، بعد أن تعرض لإطلاق نار أثناء وجوده في موقع الاشتباكات، وقد نقل جثمانه إلى مستشفى المعمداني، وسط حالة من الحزن العميق التي عمت الشارع الفلسطيني والعربي على حد سواء.
السيرة والمسيرة الإعلامية لصالح الجعفري
ولد صالح عامر الجعفراوي في الثاني والعشرين من نوفمبر عام 1998 في قطاع غزة، ونشأ في بيئة تعكس معاناة الفلسطينيين اليومية تحت وطأة الحصار والعدوان. منذ بداياته، أظهر شغفا واضحا بالإعلام والتصوير، فاختار أن يكون صوتا للمدنيين ومرآة لآلامهم من قلب الميدان. وبفضل التزامه ومهنيته، أصبح من أبرز الوجوه الإعلامية في غزة، إذ تميز بجرأته في نقل الحقيقة رغم المخاطر التي تحيط به يوميا.
تأثيره على وسائل التواصل الاجتماعي
حظي الجعفراوي بمتابعة جماهيرية واسعة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، حيث تجاوز عدد متابعيه الثلاثة ملايين على إنستغرام، إلى جانب مئات الآلاف عبر إكس ويوتيوب لم يكن مجرد صحفي ينقل الأخبار، بل كان شاهدا حيا على الأحداث، يوثق معاناة الأطفال والنساء والمسنين، ويعرض للعالم مشاهد الواقع الغزي بكل تفاصيله المؤلمة لقد تحولت مقاطعه إلى مصدر موثوق لفهم ما يحدث داخل القطاع المحاصر، وكان الكثيرون يعتبرونه مرجعا إنسانيا قبل أن يكون إعلاميا.
استشهاده أثناء أداء الواجب
في مساء الأحد، الموافق 12 أكتوبر 2025، وأثناء تغطيته لاشتباكات مسلحة في حي الصبرة بمدينة غزة، أصيب الجعفراوي بعدة طلقات نارية أودت بحياته على الفور وأكدت المصادر الطبية وصول جثمانه إلى مستشفى المعمداني، في مشهد هز وجدان الفلسطينيين الذين تابعوا مسيرته منذ بدايتها.
إرث إعلامي لا ينسى
برحيل صالح الجعفراوي، فقدت فلسطين صوتا حرا وشجاعا كان يرفض الصمت أمام المأساة ترك خلفه إرثا إعلاميا وإنسانيا كبيرا سيبقى محفورا في ذاكرة كل من تابع عمله كان الجعفراوي رمزا لجيل من الصحفيين الذين حملوا الكاميرا بدل السلاح، ليكشفوا الحقيقة وينقلوا للعالم صورة الشعب الفلسطيني الصامد وبرحيله، يؤكد الإعلام الفلسطيني مجددا أن الحقيقة تروى أحيانا بالدم، وأن رسالته ستبقى حية في وجدان كل من آمن بالكلمة الحرة والصورة الصادقة.