
تحول الفصائل العراقية من القوة العسكرية إلى اللعبة السياسية
في تطور لافت، أكد غازي فيصل، مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، أن الفصائل التي كانت تسيطر على المشهد العراقي على مدار السنوات الماضية، قد تراجعت عن دورها العسكري لتصبح لاعبا سياسيا واقتصاديا في الكواليس. ويشير هذا التحول إلى إعادة تنظيم محسوبة داخل السلطة.
تغيير في الديناميكية السياسية للفصائل العراقية
أوضح فيصل في حديثه لـ”بغداد اليوم” أن العراق يشهد تحولا ملحوظا في سلوك الفصائل التي برزت بعد عام 2003 وبلغت ذروتها أثناء الحرب ضد تنظيم داعش من 2014 إلى 2017. فقد تخلت هذه الفصائل عن وجودها العسكري القوي لصالح زيادة نفوذها داخل مؤسسات الدولة. هذا التحول يعكس تأثير الضغوط الدولية والإقليمية، خاصة من الولايات المتحدة ودول التحالف، ما دفع الحكومة إلى فرض قيود على الأنشطة العسكرية للفصائل ومنع تحركاتها العلنية. وأكد فيصل أن التفاهمات داخل الإطار التنسيقي أسهمت كذلك في توزيع مراكز النفوذ وتهدئة التوترات بين القوى الشيعية، بما يساعد في الحفاظ على توازن السلطة الداخلي.
وأضاف فيصل أن اختفاء الفصائل من الساحات لا يعني انسحابها، بل هو تحول نوعي من المواجهة إلى إدارة السلطة بشكل غير معلن. وقد يتوقف مستقبل العلاقة بين الدولة وهذه القوى على قدرة الحكومة في الاحتفاظ بزمام الأمور ومنع أي نفوذ غير رسمي داخل مؤسسات الدولة. وفي سياق متصل، يرى المحللون أن التوتر المتصاعد بين إيران والولايات المتحدة بعد أحداث “طوفان الأقصى” قد أدى إلى توجه العديد من الفصائل نحو خفض التصعيد وتجنب المواجهات المباشرة، والتركيز على تعزيز وجودها في مجالات الاقتصاد والسياسة والإدارة العامة.
هذا التحول في المشهد يعبر، حسب المراقبين، عن تغيير في آليات السيطرة والنفوذ، حيث انتقلت الفصائل من المواجهات العسكرية إلى العمل من داخل مؤسسات الدولة، مما قد يعيد تشكيل الديناميكيات السياسية في البلاد.