في اكتشاف يعد نقطة تحول في عالم الآثار، أعلن المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية، عن اكتشاف فن صخري يعود تاريخه إلى 12 ألف عام في شمال صحراء النفود. يتمثل هذا الفن في 19 نحتًا لجمال بالحجم الطبيعي، ويُعتقد أنه الأقدم من نوعه في الشرق الأوسط وأحد الأقدم عالميًا.
الكشف عن فن صخري قديم
أكد تركي آل الشيخ في منشور له عبر صفحته الرسمية على فيسبوك على أهمية هذا الاكتشاف من الناحيتين التاريخية والثقافية. فقد قام علماء الآثار بتوثيق مجموعة من المنحوتات التي تصور “الجمال” على نتوء صخري يقع بالقرب من الحافة الجنوبية لصحراء النفود، ويظهر هذا العمل الفني الضخم عشرات الجمال البرية بالحجم الطبيعي. الجدير بالذكر أن هذه الأنواع من الجمال لم تعد موجودة، وقد كانت تجوب هذه المنطقة من شبه الجزيرة العربية منذ آلاف السنين، لكنها لم تُسجل باسم علمي.
اكتشاف ثقافي في صحراء المملكة
بينما تم التعرف على الموقع، المسمى “ساحوت”، من قبل علماء الآثار منذ فترة، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها لاحظت نقوش الجمال على النتوء. وأوضح الباحثون أن هذا الاكتشاف يعكس الكثير من الغموض، بما في ذلك الثقافة التي قامت بإنشاء هذا العمل الفني وتاريخ إنشائه. تحتوي النتوءات نفسها على مجموعة متنوعة من الفنون الصخرية من فترات زمنية مختلفة، مما يشير إلى أن المنحوتات قد أنجزت على مراحل وفقًا لأنماط فنية تطورت عبر الزمن.
تشير الدراسات المستندة إلى التأريخ بالكربون المشع إلى أن موقع “ساحوت” كان مأهولًا بشكل متكرر بين العصر البليستوسيني، الذي يمتد من 2.6 مليون إلى 11700 سنة، والعصر الهولوسيني الأوسط، الذي يعود إلى ما بين 7000 و5000 سنة. هذه الاكتشافات تتماشى مع التطورات التاريخية التي تكشف عن العمق الثقافي والتراثي للمنطقة، وقد تفتح آفاقًا جديدة لدراسة التفاعل الإنساني مع البيئة في عصور ما قبل التاريخ.