
الهُوية الوطنية السعودية: ملامحها وآفاقها الإنسانية
شهد معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 مشاركة مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري، الذي قدم مجموعة من الإصدارات المتميزة، ومن أبرزها كتاب “الهُوية الوطنية السعودية: ثوابتها وآفاقها الإنسانية” تأليف البروفيسور عبدالله بن عبدالرحمن البريدي. يتناول الكتاب فكرة الهوية الوطنية السعودية من زاوية فكرية وفلسفية عميقة، حيث يسعى المؤلف إلى توضيح “تعريف الهوية” بجوانبها المتعددة، مبرزاً إياها كأحد الأنهار المتدفقة من القيم والولاءات التي تغذي مشروعاً وطنياً طموحاً. ويأتي هذا الطرح في إطار التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة في مجالات الثقافة والمجتمع والاقتصاد، ضمن رؤية السعودية 2030، التي أعادت تموضع المملكة كنموذج فريد على المستوى التنموي.
الهوية الوطنية: ركيزة أساسية في المجتمع
يقدم الكتاب مقاربة علمية متوازنة، تبتعد عن الجوانب الإنشائية والدعائية، حيث يعتبر الهوية الوطنية ضرورة وجودية للاجتماع السياسي المعاصر بعد تأسيس الدولة الوطنية. يقدم الكتاب بديلاً شرعياً للهويات الفرعية المتنازعة مثل القبلية والعائلية والطائفية. بالإضافة إلى ذلك، يستعرض المؤلف جذور الهوية الوطنية وما يغذيها من عناصر، والتي تشمل الدين واللغة والثقافة، مؤكداً على الارتباط العميق بهذه الركائز من خلال وضع أساس نظري متين، يُترجم إلى رؤية فكرية متكاملة للهُوية السعودية.
كما يبرز الكتاب كيف تمكنت المملكة من الحفاظ على تماسكها الوطني في ظل التحديات الإقليمية والدولية، موفراً للعالم نموذجاً راسخاً يتمحور حول ثوابت أساسية، بينما ينفتح في نفس الوقت على آفاق إنسانية واسعة تعزز من الحضور الحضاري للمملكة عالمياً. يسعى الكتاب إلى تمكين القارئ من فهم أعمق لدور الهوية في بناء المجتمع السعودي، وإسهاماتها في تعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ القيم الإنسانية في سياق عالمي معاصر.