7 مدن تشهد تطبيقات حديثة لتصميمات العمارة السعودية في مرحلتها الثانية

7 مدن تشهد تطبيقات حديثة لتصميمات العمارة السعودية في مرحلتها الثانية

عصفير تحت وطأة النزاع: من لبنان إلى غزة والسودان… حتى الطيور تدفع ثمن الحرب

مع حلول خريف 2023، اعتقدت الطيور أن مسار هجرتها المعتاد من شمال العالم إلى جنوبه سيكون آمناً كما في السنوات السابقة. ولكن الحرب كانت لها بالمرصاد، فقضت على الكثير منها. في ظل القصف المتواصل ونيران المضادات الجوية التي كانت تشعل سماء فلسطين وإسرائيل، سقطت أعداد كبيرة من طيور البجع والكركي، حيث لم يستطع الجنود الإسرائيليون التمييز بينها وبين الطائرات المسيّرة، مما أدى إلى إطلاق النار عليها.

يشير مراقب الطيور شادي سعد إلى أن الخط الممتد من لبنان إلى فلسطين يعد الممر الرئيسي لمئات أنواع الطيور المهاجرة من أوروبا إلى إفريقيا. ومنذ عامين، عانت أعداد الطيور المهاجرة من انخفاض ملحوظ، إذ تراجع عدد طيور الكركي المهاجرة من 50 ألفاً إلى 15 ألفاً فقط في المنطقة.

يتحدث سعد عن تأثير الحرب على الطيور، موضحاً بأنها تتأثر بالبيئة المحيطة، تماماً كالبشر. فالانفجارات تضر أذنها وقلبها وجهازها العصبي، في حين تدمر النيران موائلها، مما يدفعها إلى البحث عن مأوى جديد بمجرد شعورها بالخطر.

عصافير تحت الضغوط

اشتعال النزاعات قد يحاكي ظاهرة النزوح، حيث تسعى الطيور إلى الهرب من مواطنها الأصلية. خلال الحرب الأخيرة في جنوب لبنان، دمرت النيران أشجارًا وموائل خضراء كانت ملاذًا للطيور، وبفعل استخدام الأسلحة الفوسفورية تضررت التربة والكائنات التي تعتمد عليها الطيور في غذائها. ونظرًا للاحتدام في الصراع، بدأت العصافير في البحث عن مناطق جديدة، مما خلق صراعًا بينها وبين الطيور المقيمة في تلك المناطق.

في غزة، يمثل عصفور الشمس الفلسطيني رمزًا للبلاد، ولكنه أصبح مهددًا بالانقراض بسبب الدمار البيئي الذي طرأ على المنطقة بسبب النزاع. المنطقة التي كانت تمثل محطة حيوية للطيور المهاجرة أصبحت الآن مهددة بفعل استخدام أسلحة محرمة، ما أدّى إلى فقدان عشرات الأنواع.

تزداد التحديات كما تزايدت الطيور الجارحة التي تستفيد من تلك الظروف، مثل الغراب والنسر، التي تتغذى على الجثث. الطيور المتأثرة بالحروب تجد صعوبة في تجنب المناطق الخطرة، مما يجبرها على تغيير مسارات هجرتها بشكل يجعلها تعتمد على طرق أطول وأكثر استنفادًا للطاقة.

الحرب في غزة أدت إلى تغيير مسار هجرتها التقليدية. حيث يحاول الطيور الآن عبور خليج السويس هربًا من النيران والعنف. هذا التغيير في المسار يتسبب في التأثير على الدورة البيئية، مما يولد مخاطر قاتلة على النظام البيئي، نظرًا لأهمية الطيور في المحافظة على البيئة من خلال التحكم في أعداد الحشرات وغيرها من الكائنات الضارة.

بالإضافة إلى ذلك، تعاني الطيور خلال هجرتها من مخاطر إضافية عند عبورها الأراضي السودانية التي تغمرها الأزمات والصراعات. فقد أُجبرت على تغيير مسارها بعيدًا عن المواجهات، مما يزيد من استهلاك طاقتها ويؤثر بشكل مباشر على مستويات التكاثر ونجاحها في البقاء.

هذا التدهور في مسارات الطيور يمكن أن تكون له تداعيات بعيدة الأمد على التنوع البيولوجي وعلى النظام البيئي ككل، مما يستدعي النظر في تأثير الحرب على الحياة البرية وكيفية الاستجابة لذلك.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *