جريدة الرياض: توازن جديد في السوق العقاري

الاستثمار في الرياض: آفاق جديدة للتنمية

تُعتبر الرياض اليوم وجهة متقدمة على المستويين الإقليمي والعالمي في مجالات الاستثمار والزيارة، من خلال استضافة المؤتمرات والفعاليات الكبرى. مع ذلك، تشير التطلعات إلى أن المستقبل يحمل المزيد من الفرص، إذ أصبحت المدينة جاذبة لشباب المملكة، سواء في مجالات التعليم أو العمل أو الاستثمار. تترافق هذه التطورات مع نمو سكاني متسارع يقابل الطفرة في المشروعات الكبرى التي بدأت تُظهر نتائجها، والأفق يضيء بمزيدٍ من المشاريع خلال العقد القادم. هذه الديناميكية أدت إلى زيادة مستمرة في الطلب على العقارات، مما رفع الأسعار بشكل كبير في الرياض. وفي إطار هذا التحول السريع، أظهر سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، التزامًا قويًا من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى استقرار السوق العقاري، حيث تم تعديل بعض الرسوم المتعلقة بالعقارات، ورفع الإيقاف عن العديد من الأراضي، بالإضافة إلى طرح أراضٍ سكنية بأسعار مناسبة لم تتجاوز 1500 ريال. كما تم الإعلان عن توفير حوالي 10 إلى 40 ألف قطعة أرض سنويًا، وأخيرًا تم تعزيز العلاقة بين المؤجرين والمستأجرين من خلال تثبيت الإيجارات لفترة تصل إلى خمس سنوات.

الفرص الاقتصادية وسوق الإسكان

تعكس هذه القرارات الاستجابة لاحتياجات المواطنين في خلق سوق متوازنة فيما يخص الإيجارات، إذ إنها تهدف أيضًا لدعم الشباب الذين يبدأون رحلتهم التجارية ويواجهون تحديات جراء ارتفاع الإيجارات. هذه الإجراءات تؤدي إلى خلق سوق أكثر توازنًا وعدالة، حيث تلبي مصالح جميع الأطراف، بدءًا من المؤجرين وصولًا إلى المستأجرين، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني. تركّز هذه السياسات بشكل خاص على تشجيع الاستثمار في الأراضي بدلًا من حبسها دون استثمار، إذ إن القيمة المضافة للاقتصاد تتطلب استثمارًا حقيقيًا ولا تقتصر على زيادة أسعار الأراضي غير المستثمرة. علاوة على ذلك، يُعتبر السوق العقاري في الرياض من بين الأقل ضريبية على الشركات، مما يساهم في إزالة العوائق أمام المستثمرين. وقد أبدت بعض الشركات التزامها بالاستثمار، رغم أن عدم اتخاذ خطوات لتطوير الأراضي قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية. إن هذه القرارات السديدة من سمو ولي العهد تُساهم في تحفيز الحركة العقارية بطرق مبتكرة تهدف بالأساس إلى تمكين المواطنين من تحقيق حلم التملك ومنافع استثمارية مستدامة تعزز من استقرار السوق والإقتصاد بصورة عامة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *