طالعين لكم – موقع الحرية

طالعين لكم – موقع الحرية


هذا الموقع كان مجرد حلم، تحول إلى فكرة، ثم تحولت الفكرة إلى نقاش هاديء وطويل بين عدد قليل من مؤسسيه، ثم وسّعنا دائرة النقاش، ثم تشجعنا واتخذنا خطوة للأمام وتوكلنا على الله، بدأنا في الإجراءات القانونية لتأسيس الشركة،استعدادًا لتقديم طلب الترخيص من المجلس الأعلى للإعلام، ومضى كل شيء بشكل جيد وبلا عوائق، وها نحن معكم الآن، بحماسنا وقلقنا وأملنا وأحلامنا في أن نصنع الفارق.

معظم من استشرناهم من الزملاء والأصدقاء اتفقوا تقريبًا في ردودهم: الفكرة طموحة جدًا ومهمة جدًا لكن المناخ لا يسمح جدًا، وربما كان هذا المناخ الذي لا يسمح هو الدافع الأهم في أن نستمر، لنواجه لا جمهور القراء فقط، بل المناخ نفسه لنجعله يسمح، فالفكرة مغامرة تستحق المحاولة، ومحاولة تستحق المغامرة، وقصة تستحق أن تُروى، وأمل جديد نتمسك به لنقدم صحافة مهنية وجادة ومميزة، بأقل الإمكانيات، وبحماس شاب لم ينقطع يومًا منذ بدأنا التحرك في اتجاه الهدف.

كل ما نستطيع أن نؤكده أن نكون دائمًا “الوجه الآخر للقصة”، لا نسير وراء السائد، ولا نرتكن لمبررات وروايات جاهزة، ولا يحركنا “تريند”، ولا نترك الساحة لوجه واحد للحقيقة التي هي بطبيعتها ذات وجوه عديدة، ولا نقدم صحافة “تمشي جنب الحيط” ولا نشتبك مع “المعارك الآمنة” فقط.

هذه تجربة مهنية ووطنية في نفس الوقت، تحاول المساعدة في ملء الفراغ السائد بسبب غياب الصحافة عن دورها الحقيقي، وتسعى لإعادة الاعتبار لصحافة المعلومات، وتمزج بين القصة والخبر والتحقيق والحوار وغيرها من فنون العمل الصحفي في خلطة خاصة بنا، لا تنافق ولا تداهن، ولا تنشر غير الحقيقة، ولا تتورط في تجاذبات السياسة على حساب نزاهة المعلومات وصدقها، هي صحافة التنوع، تضم كل الأصوات، وتشتبك مع كل السياسات، وتنشر للجميع وتنتقد الجميع، ولا تخضع إلا لضميرها فقط، تفعل كل هذا وهي تتحصن بقواعد وأدبيات ومواثيق شرف المهنة.

في اعتقادي أن مصر تنتظر تجارب صحفية جادة، وأنها تستحق صحافة حرة ومهنية ونزيهة، وتقديري أن ملايين المصريين في شوق لأن يتابعوا ما يحدث في بلدهم من إعلام مصري، وهؤلاء هم جمهورنا وسندنا، ومن نقصدهم ونتوجه إليهم، مؤمنين أنهم لن يخذلونا.

هذه قصة صحفية نكتبها بكل ما نحمله من عشق لمهنة الحرية، ويرويها بجهده وحماسه وإبداعه جيل جديد ورائع من شباب الصحفيين، يحلم أن يمارس المهنة بشكل حقيقي، صحافة يكتبها للناس وعن الناس، ويقيني أن هذا الجيل الذي نثر روحه في هذا المكان سيصنع تجربة فارقة وشجاعة ومشاغبة، تليق بهم وتنتظرها مصر.



Source link

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *