
يعد شهر رمضان وقتًا مميزًا فى حياة المسلمين، فهو لا يقتصر على كونه موسمًا للعبادة فحسب، بل هو أيضًا رمز من رموز الصبر والانتصار. منذ فجر الإسلام، شهد شهر رمضان العديد من الانتصارات العظيمة التى لم تكن مجرد فتوحات عسكرية، بل كانت أيضًا انتصارات عقائدية وأخلاقية تركت بصمات واضحة فى مسيرة الأمة الإسلامية.
كانت تلك الانتصارات بمثابة محطات مفصلية، ليس فقط على صعيد القوة العسكرية، بل أيضًا على صعيد القوة الروحية والعقائدية. اليوم، وفى حوار لـ “البوابة نيوز” مع الدكتور عبدالغنى الغريب، أستاذ العقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر، نناقش العلاقة بين شهر رمضان والانتصارات الإسلامية، وكيف يمكن للمسلمين فى الوقت الحالى استلهام القوة والعزيمة من روح رمضان لمواجهة التحديات الحديثة.
– شهر رمضان هو شهر من أسمى شهور الإيمان والتقوى. خلاله، يتجرد المسلم من شهواته ويعمل على التقرب إلى الله، مما يعزز قدرته على الصبر والثبات فى مواجهة التحديات. فالصيام فى رمضان لا يعنى الامتناع عن الطعام والشراب فحسب، بل هو تدريب عميق على ضبط النفس والتفكير العقلاني، وهى صفات ضرورية لتحقيق أى نوع من الانتصار. سواء كان الانتصار روحيًا أو عسكريًا، نجد أن قوة الإرادة والقدرة على الصبر فى رمضان كان لهما دور أساسى فى تحقيق الانتصارات العظيمة فى تاريخ الأمة الإسلامية، حيث كان المسلمون فى كثير من الأحيان يواجهون تحديات كبيرة ولكنهم انتصروا بفضل هذا الصبر والإيمان العميق.
– العقيدة الإسلامية تقوم على مبادئ أساسية، مثل التضحية، ونصرة المظلوم، والجهاد فى سبيل الله. وهذه المبادئ هى ما يغذى روح الجهاد، سواء كان هذا الجهاد باللسان، بالكلمة، أو بالجهاد العسكرى ضد الأعداء. فى رمضان، يعزز المسلمون ارتباطهم بالله، مما يزيد من إحساسهم بالمسئولية تجاه دينهم وأوطانهم، وهو ما يدفعهم للمضى قدمًا فى تحقيق النصر فى جميع ميادين الحياة. والعقيدة الإسلامية لا تقتصر على الجهاد فى المعارك الحربية فقط، بل تشمل أيضًا الجهاد فى سبيل العلم والعمل والعطاء.