خطبة الجمعة الاولي في رمضان 1447 ..اغتنموا الشهر قبل فوات الأوان

خطبة الجمعة الاولي في رمضان 1447 ..اغتنموا الشهر قبل فوات الأوان

في أول جمعة من شهر رمضان المبارك لعام 1446 هـ / 2025 م، تتجدد مشاعر الإيمان وتُفتح أبواب الرحمة والمغفرة، فيسعى المسلمون لاغتنام هذا الشهر المبارك بالطاعات والقربات. وقد حددت وزاره الاوقاف موضوع خطبة الجمعة المقبلة 7 مارس 2025، الذي يحمل عنوان “الشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم”، وذلك للتأكيد على عظمة الشهادة في سبيل الله، وبيان مكانة الشهداء عند رب العالمين، فهم من اختصهم الله بفضله، وأكرمهم بالنعيم المقيم، في هذه الخطبة، يتناول الخطباء أجر الشهداء وكرامتهم، والنور الذي يمنحه الله لهم يوم القيامة، وكيف يمكننا استلهام معاني التضحية والصبر من سيرتهم العطرة.


الشهداء أحياء عند ربهم

يعتقد الكثيرون أن الشهداء يفقدون حياتهم كغيرهم، لكن الحقيقة التي يؤكدها القرآن الكريم أن الشهداء أحياء عند الله، يرزقون من نعيمه، فقد قال الله تعالى:
“وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ” (آل عمران: 169).
وهذا يدل على رفعة شأنهم ومقامهم، فهم يتمتعون بالحياة الأبدية في كرامة ونعيم عند الله، فرحين بما وعدهم به من الأجر والثواب العظيم.


أجر الشهداء ومكانتهم عند الله

أعد الله للشهداء منزلة خاصة في الآخرة، ومنحهم فضلًا عظيمًا يميزهم عن غيرهم، ومن أبرز ما أعده الله لهم:

  • غفران الذنوب: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلَّا الدَّيْنَ” (رواه مسلم).
  • دخول الجنة بغير حساب: الشهداء ينالون أعلى الدرجات في الجنة، ويُكرمون بالقرب من الله ورسوله.
  • الأمن من عذاب القبر: فقد ورد أن الشهيد لا يُعذب في قبره، بل يكون في نعيم مقيم منذ لحظة استشهاده.

نور الشهداء يوم القيامة

من أعظم الكرامات التي يمنحها الله للشهداء يوم القيامة أنهم يُبعثون بنور يسعى بين أيديهم، كما قال الله تعالى:
“يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم” (الحديد: 12).
وهذا النور هو رمز رضا الله عنهم، وعلامة على تكريمهم، ودليل على أنهم كانوا في الدنيا من أهل الإيمان والصدق والتضحية.


استلهام معاني التضحية من الشهداء

الشهداء لم يكونوا فقط أفرادًا ضحوا بأرواحهم في سبيل الله، بل كانوا رموزًا للإخلاص والتضحية والصبر، من خلال التأمل في سيرتهم، يمكننا تعلم قيم الوفاء، وحب الوطن، والاستعداد للعطاء في سبيل الله سواء بالعمل، أو العلم، أو الدعوة، أو خدمة المجتمع.

في هذه الجمعة المباركة، نتذكر فضل الشهداء ومكانتهم عند الله، ونستلهم من تضحياتهم قيم الإيمان والصبر والإخلاص، ونسأل الله أن يجعلنا من عباده المخلصين، وأن يرزقنا السير على طريق الحق، وأن يكرم شهداء الأمة بجنات النعيم، وأن يحفظ بلادنا وأمتنا من كل سوء.

رامي كاتب ومصور صحفي اعشق التصوير فى المباريات والكتابة فى الرياضة خريج تجارة انجليش دفعة 2013

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *