رجل يعيش في كهف منذ 20 سنة.. والسبب أغرب مما تتخيل

رجل يعيش في كهف منذ 20 سنة.. والسبب أغرب مما تتخيل

في عالمٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتُحاصرنا الشاشات من كل اتجاه، اختار رجل أمريكي يُدعى مارك ويليامز الهروب من صخب الحياة الحديثة، ليبدأ قصة عجيبة يعيشها منذ أكثر من عشرين عامًا داخل كهف جبلي منعزل، بعيدًا عن أي مظاهر حضارية.

البداية: صدمة قلبت حياته

كان مارك يعيش حياة طبيعية كموظف في إحدى الشركات الكبرى بمدينة سياتل، إلى أن مرّ بأزمة شخصية صعبة بعد وفاة والدته، تزامنت مع مشاكل في العمل واكتئاب حاد. لم يتمكن من التأقلم مع المجتمع، فقرر الانسحاب التام وترك كل شيء خلفه.

في عام 2005، اتخذ قرارًا نهائيًا بالسفر إلى ولاية مونتانا، وهناك اكتشف كهفًا طبيعيًا داخل أحد الجبال، فحوله إلى مأوى دائم يقيه من الأمطار والثلوج ويمنحه عزلته الكاملة.

حياة بدائية بكل تفاصيلها

لا كهرباء، لا مياه جارية، لا إنترنت. مارك يعيش على الصيد وجمع الأعشاب البرية، ويخزن مياه الأمطار للشرب. بنى سريرًا من الحطب، وموقدًا بسيطًا لطهي الطعام. وعندما سُئل عن أصعب لحظة مرّ بها، قال: “أول شتاء. كانت التجربة قاسية، لكنني تعلّمت كيف أتأقلم.”

يرتدي ملابس من الصوف، ويصنع بعض أدواته بيده، ويقضي وقته في التأمل، أو قراءة الكتب التي يجلبها أحيانًا من أقرب بلدة على بعد 15 كيلومترًا.

رفض العودة إلى الحياة العصرية

رغم العروض التي تلقاها من قنوات تلفزيونية وشركات إنتاج لتوثيق حياته، رفض مارك بشدة، وصرّح في مقابلة نادرة: “العالم هناك ملوّث، لا أريد العودة إليه. هنا، أسمع صوت الريح، أشعر بالحياة كما يجب أن تكون.”

يُطلق عليه السكان المحليون لقب “رجل الجبل”، ويُعتبر اليوم من أشهر القصص الحقيقية التي تتناقلها الصحف العالمية حول العزلة الطوعية والعيش خارج النظام.

هل هي عزلة أم حرية؟

تثير قصة مارك جدلًا كبيرًا بين من يراها شكلاً من أشكال الهروب، وبين من يعتبرها قمة الحرية والانعتاق من قيود التكنولوجيا والمال. في زمن تُحدد فيه السعادة بعدد الإعجابات والمتابعين، يأتي مارك ليعيد تعريف السكينة والسلام الداخلي.

رسالة للعالم

قال مارك في إحدى كلماته القليلة: “عندما تتوقف عن ملاحقة كل شيء، تبدأ برؤية كل شيء.”

قصة هذا الرجل هي تذكير قوي بأن الإنسان لا يحتاج دائمًا إلى الكثير ليكون سعيدًا، بل ربما يحتاج فقط إلى العودة للطبيعة، والابتعاد عن الصخب، والاقتراب من ذاته الحقيقية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *