
شهدت أسعار الذهب اليوم الخميس 23 أكتوبر 2025 انخفاضًا ملحوظًا في السوق المحلي، متأثرة بتراجع المعدن النفيس عالميًا وتذبذب أسعار الدولار أمام الجنيه المصري، وجاء هذا الهبوط بعد موجة ارتفاع قوية خلال الأسابيع الماضية، ما جعل العديد من المتعاملين يتساءلون عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التراجع ومدى استمراره خلال الأيام المقبلة.
أسعار الذهب في مصر اليوم
سجّل سعر جرام الذهب عيار 21 – وهو الأكثر تداولًا في الأسواق المصرية – حوالي 5,450 إلى 5,500 جنيه للشراء والبيع، في حين وصل عيار 24 إلى نحو 6,220 جنيهًا للجرام، وبلغ عيار 18 حوالي 4,670 جنيهًا.
أما الجنيه الذهب – الذي يزن 8 جرامات من عيار 21 – فقد تراوح سعره بين 43,500 و44,000 جنيه دون احتساب المصنعية أو الضرائب.
وتجدر الإشارة إلى أن الأسعار تختلف من محل لآخر ومن محافظة لأخرى وفقًا لمصاريف الصياغة، التي قد تتراوح بين 100 و300 جنيه للجرام حسب نوع المشغولات الذهبية.
أسباب تراجع أسعار الذهب اليوم
1. انخفاض الأسعار العالمية للأونصة
شهدت الأسواق العالمية تراجعًا واضحًا في سعر أونصة الذهب التي استقرت قرب مستوى 4070 دولارًا بعد أن تجاوزت مؤخرًا 4150 دولارًا. هذا التراجع انعكس مباشرة على السوق المصري الذي يتأثر بشدة بتقلبات السوق العالمي.
2. تراجع الطلب المحلي
مع الارتفاعات الكبيرة التي شهدها الذهب خلال الفترة الماضية، تراجع الإقبال على الشراء سواء بغرض الاستثمار أو الزينة، مما أدى إلى زيادة المعروض في السوق وانخفاض الأسعار تدريجيًا مع ضعف حركة البيع والشراء.
3. تحسن مؤقت في سعر الجنيه أمام الدولار
شهدت سوق الصرف المصرية استقرارًا نسبيًا في سعر الدولار، وهو ما ساهم في كبح ارتفاع الذهب، حيث يُعد الدولار العامل الأساسي في تحديد أسعار الذهب محليًا.
4. عمليات جني أرباح من المستثمرين
بعد القفزات الكبيرة التي حققها الذهب خلال الأشهر الماضية، لجأ بعض المستثمرين إلى البيع لجني الأرباح، مما زاد من المعروض وأدى إلى ضغط هبوطي على الأسعار.
مقارنة تاريخية لأسعار الذهب
خلال العام الماضي، شهدت الأسواق المصرية قفزات تاريخية في أسعار الذهب نتيجة التغيرات الاقتصادية العالمية وارتفاع التضخم المحلي.
في منتصف 2024، كان سعر عيار 21 لا يتجاوز 3,000 جنيه للجرام.
بحلول منتصف 2025، تخطى حاجز 6,000 جنيه في بعض الفترات.
واليوم، بعد موجة تصحيح قوية، عادت الأسعار لتتراجع بنحو 10٪ إلى 15٪ عن أعلى مستوياتها.
هذا يوضح أن الذهب لا يسير في اتجاه واحد، بل يتأثر بمزيج من العوامل الاقتصادية والسياسية المحلية والعالمية.
مستقبل أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة
رغم التراجع الحالي، فإن أغلب المؤشرات الاقتصادية تشير إلى أن الذهب قد يعاود الصعود على المدى المتوسط والبعيد للأسباب التالية:
احتمالات خفض أسعار الفائدة عالميًا مما يقلل من جاذبية الدولار ويزيد من الإقبال على الذهب كملاذ آمن.
استمرار التوترات الجيوسياسية في عدة مناطق مما يدفع المستثمرين حول العالم إلى اللجوء للذهب كأصل استثماري آمن.
الضغوط التضخمية المحلية والعالمية التي تجعل الذهب وسيلة للتحوط ضد فقدان القيمة الشرائية.
لكن على المدى القصير، قد تستمر الأسعار في التراجع أو التحرك العرضي حتى تستقر الأسواق العالمية ويُحدد اتجاه الدولار الأمريكي بوضوح.
نصائح للمستثمرين والمستهلكين
للمقبلين على الشراء: يُفضل التريث قليلًا حتى تستقر الأسعار، فقد تكون هناك فرص أفضل للشراء خلال الأيام المقبلة.
لمن يمتلك ذهبًا بالفعل: لا تتسرع في البيع إذا كان الغرض استثماريًا، لأن التوقعات المتوسطة تشير لاحتمال صعود الأسعار مجددًا.
للراغبين في الاستثمار: يمكن توزيع السيولة بين الذهب والمودعات البنكية لتقليل المخاطر.
للمقبلين على الزواج: تابعوا الأسعار يوميًا، فالفروقات بين يوم وآخر قد تكون كبيرة وتؤثر على التكلفة الإجمالية للمشغولات الذهبية.
خلاصة
تراجع أسعار الذهب اليوم لا يعني بالضرورة بداية هبوط طويل الأمد، بل قد يكون تصحيحًا مؤقتًا بعد ارتفاعات حادة. الأسواق المحلية والعالمية تمر بحالة من التقلبات المستمرة، والذهب سيظل دائمًا الملاذ الآمن في أوقات الأزمات وعدم الاستقرار الاقتصادي.
في ظل هذه المعطيات، يبقى القرار الحكيم هو متابعة السوق عن قرب، وعدم اتخاذ قرارات متسرعة سواء بالشراء أو البيع، لأن حركة الذهب غالبًا ما تكون سريعة ومتقلبة، لكنها في النهاية تميل إلى الصعود على المدى الطويل